بنات أفكاري المحترمات !

• ريهام زامكه

كل شيء في هذه الحياة قابل للمشاركة ، وأجمل بل أثمن ما يمكن أن نتشاركه مع الآخرين هو أعمارنا ومشاعرنا الصادقة تجاههم و كل هذا يتم بكامل إرادتنا ، لكن مالا نستطيع مشاركته في بعض الأحيان مع العالمين ونحتفظ به لأنفسنا فقط هو (أصواتنا الداخلية) وأفكارنا وأحاسيسنا التي لا نبوح بها لأحد ، ونحاول قدر المستطاع أن نُخفيها ونُداريها دون أن نفصح عنها لغرضٍ ما بأنفسنا نود الاحتفاظ فيه ما ان تسببت وجوهنا (المفضوحة) في بعض الأحيان بكشف المستور.
دعونا نتخيل لو كان صوت أفكارنا مسموعا ؟ لو كان بإمكان أي شخص أن يقرأ حبل أفكارنا ويتحقق من مشاعرنا في ذات اللحظة كما لو كانت تحت المجهر ! هل كنا سنكذب أو نجامل ؟ عن نفسي أرفض الفكرة وأحمد الله ألف مرة أن تلك مجرد تخيلات وإن هذا أمرٌ مستحيل ! فالصدق منجاة كما يقولون لكن الكذب على بعض البشر ومجاملتهم في بعض المواقف مطلوب لنخرج معهم من مأزق أو سؤال سخيف مثلهم يباغتونا فيه إشباعاً لفضولهم فقط.
فأن نفكر بصوت مسموع يعني أن نكون واضحين ، شفافين (زيادة عن اللزوم) ! أن نفكر بصوت مسموع يعني أن نكف عن الكذب والمجاملات وفي الواقع هذا أمرٌ رائع لكنه سيتسبب بالكثير من المتاعب والمشاكل (وهذا وجهي) اذا ما كان سبباً رئيسياً في اختفاء الحياة الاجتماعية عن بكرة أبيها في هذا المجتمع المُجامل المنافق (الطبّال) !
أن نفكر بصوت مسموع يعني أن نقول الحقيقة كاملة وليست (مُستقطعة) حسب اهوائنا ورغباتنا ، أن نفكر بصوت مسموع يعني أن لا يكون هناك أية (خصوصية) وتصبح جميع أفكارنا ومشاعرنا عُمومية كالشوارع يتشارك بها (الرايح والجاي) ويتلاقون على مفترق طرق ولا نستطيع الاحتفاظ وامتلاك جزء بسيط في الخانات السرية لأرواحنا والتي لا يسكن فيها أحد سوانا !
يقول عّمنا الحكيم سقراط أنه : “ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولاً ، ما يجب علي فيه أن يكون صادقاً”. وقد يكون هذا مبدأً قد أتخذه أحد أكثر الرجال حكمة في العالم القديم في حياته وحاول السير عليه ، لكن هل بداخل كل فرد منّا سقراط آخر يحثه على الصدق في القول ، وفي الإحساس والشعور في زمن كثرت فيه الأقنعة والمجاملات والمبالغة في الكذب والتزييف.
وسيراً على خُطى سقراط العظيم ليس مهماً أن يعجبك مقالي ، ما يجب عليك أن تعرفه هو أن (بنات أفكاري) صادقات محترمات محتشمات متحجبات لا يختلطن بأحد إلا اذا سمحت لهن ولا يتكشفن على غريب أو قريب إلا بتصريح وبجواز مرور موقع مني شخصياً وأنا لست بكامل قواي العقلية ولا ثلاثة أرباعهم !
‏@rzamka
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *