عدنان بن عبدالله صالح فقيها

التهنئة بين قلوب المسلمين في كل مكان على وجه الأرض بحلول الضيف الغالي الحبيب شهر رمضان المبارك الذي تمتليء النفوس بالبهجة والطمأنينة والقلوب بالرحمة والأعمال بالصدق والروح بالقناعة والحياة بالتكافل وحب الخير وتبادل الزيارات والتهاني والمساعدة وبهذه المناسبة العظيمة التي ينتظرها كل المسلمين بأفراح اللقاء ويودعونها بدموع الألم لقسوة الفراق، شهر ينال فيه المسلم الأجر والثواب من الله على صيامه وقيامه وتصدقه وفعله للخير شهر يتعلم فيه الإنسان معنى الإنسانبة وطهارة العمل ونقاوة الروح في شهر رمضان الكريم ·
وفي شهر الصوم يتعلم الإنسان كيف يكون صادقا مع نفسه ومع الله فلا يكذب مهما كانت الأسباب … وهنا أوجه كلمة إلى إخواننا التجار المسلمين الصادقين الراحمين .. لاتكذبوا ولا تبرروا من أجل ربح مادي فقط مقابله عذاب ومعاناة لإخوانكم المسلمين .. ولا نلومكم إن ربحتم فهي التجارة ولكن لتضعوا ميزان العدل والرحمة نصب أعينكم وتذكروا كل المشاهد التي يمكن تخيلها للذين يعانون من ارتفاع الأسعار وشح الدخل وندرة الموارد وذل السؤال وكثرة الأطفال وعظم المسؤولية فساعدوهم على أن لايرهقوا واطلبوا الأجر من الله وتذكروا دائما وأبدا أن مايحمله المرء في رحلته الأبدية هي فقط أعماله.
يتعلم الإنسان من شهر الصيام الشجاعة في العمل والقول وهو المفروض أن يكون كذلك طوال العام ولكن في شهر رمضان وروحانيته والجو الذي يعيشه المسلمون يكتسب فيها بعض الصفات العظيمة ومنها قول الحق والتمسك به فلا يخشى فيه لومة لائم مهما كانت قيمته ومسؤوليته ومركزه وامكانياته فلا يخشى إلا الله ولا يجامل ولا يحابي ..· ويعلمنا شهر رمضان الإحساس بمن حولنا وحالتهم وامكانياتهم وحاجاتهم ويدعونا إلى الوقوف إلى جانبهم ومد يد العون لاننتظر مقابلاً وأجرنا على الله وحده .
ويعلمنا الشهر الكريم حب الآخرين وعدم الإساءة لهم ..فلا أحد يستطيع أن يمنعك من الفرح و السعادة لأمر جدّ في حياتك ونلت منه الخير فهذا حقك وما تقوم به من شكر وحمد لله لما أعطاك شيء جيد، ولكن لا يجب أن يكون هذا الفرح أو السعادة على أشلاء الآخرين ونتج عنه اساءة للبعض وفرحة لما أصاب الغير من كرب وهم نتيجة تصرفاتك وانتقامك وتسلطك، حينها يكون الفرح في غير محله فالإضرار بالناس والظلم حرمهما رب العزة على نفسه، وجعل الظلم بين الناس محرما والإضرار بالناس بعد الشرك بالله، فلتكن أخي المسلم في مسعاك للخير أولاً وآخراً وفي وقوفك للحق دائما وفي نيلك للأجر ثابتاً لاتحيد عنه لمصلحة ولا تغريك لفعله غنيمة، فما خفي على الناس تفاصيله وحسابه عند الله العادل .
مكة المكرمة جوال /0500093700

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *