[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

عندما يتبرع بعض منظري الثورة المصرية بالحديث عن محاور وأهداف المرحلة فانهم يسيئون إلى مصر كأمة لها قيمها وعمقها الحضاري ومفهومها الثقافي وصولاً إلى مواقفها السياسية وارتباط نسيجها الاجتماعي بالأمة العربية خاصة مع المملكة العربية السعودية على مختلف الشرائح والمستويات وخصوصية الحميمية التي تربط بين الشعبين الشقيقين عبر مراحل التاريخ.
أحد أولئك المنظرين محام مصري قال في برنامج تلفزيوني مساء الخميس الماضي وهو يتحدث عن قضية المواطن المصري أحمد حجازي في جدة بتهمة تهريب كمية من المخدرات إلى المملكة.
قال: إنه يستغرب كيف اعترف المتهم بالقضية!! وهنا لا أعرف ما هو مفهوم السيد المحامي للاعتراف حين يقر أي متهم في الدنيا بما فعله.. وهل يجب على المحامي أن يصادر الاعتراف وبأي مسوَّغ يتكلم محام ماشافشي حاجة عن قضية في أرض وأمام محققين وقانون بلد وهو سيادته في بلد آخر!!
وهل من أدبيات المحاماة أن تصادر اعترافات المتهم عن بُعد ودون معرفة التفاصيل؟
المحامي التلفزيوني انتقل من الجزء الأول إلى التذكير بقضية طبيبين مصريين كان قد سجنا في جدة بعد ادانتهما بتخدير سيدة وإذائها وزوجها بأساليب غير أخلاقية وقال المحامي المشار إليه في البرنامج التلفزيوني بطريقة ساخرة ان الملك عبدالله قد أطلق سراح الطبيبين وأعطى للرئيس مبارك عبارتين بعد أن جاء الأخير إلى جدة للتوسط في القضية!!
وهنا أود أن أسأل سيادة المحامي الفذ؟.
ماهو مفهومه لمبدأ التسامح والعفو الذي صدر بحق مواطنيه يومها. وماهو احتجاجه على مبدأ كرم الملك الذي أضاف للعفو عبارتين هدية للشعب المصري مازالت في الخدمة ولم تكن لنقل أو نزهة مبارك.. وكيف يحتج ذلك المحامي على عفو وعطاء وكرم المملكة. وهل كان عدم فعل ذلك وتركهم حتى نهاية الحكم وعدم تقديم هدية العبارتين هو القرار الأفضل؟
أم كلام الاستهلاك هو تذكرة الظهور؟ المحامي لم يتوقف عند هذا الحد بل تعمد الإساءة بكل بلاهة مع سبق الترصد والإصرار. فقال : إن المصريين في السعودية يواجهون تعاملا سيئاً مضيفاً في لغة حادة : إن على الجميع أن يعلم أن ثورة مصر هي على كل شيء ولن تكون كما كانت في السابق!!
وهنا الكارثة .. وهنا تنكشف الغوغائية في مسار الثورة عند هذا النموذج من المتعمدين للإساءة لمصر أولاً وثانياً وعاشراً.
لنسأل سيادته ومن معه في منظومة خطاب المنابر الغوغائية . هل يوافق أكثر من 7 ملايين مصري ومصرية والذين يعملون في المملكة على ما قاله؟ .. أم أن ذلك يهدف إلى إثارة مشاعر المصريين في المحافظات المصرية ضد السعودية. خاصة أولئك الذين ليس لهم أقارب ولا يعرفون الحقيقة. ثم هل أن تعكير العلاقة مابين السعودية ومصر بكل مستوياتها هي ضمن الثورة على كل شيء طبقاً لوصفه في شمولية الأهداف؟
القصة هنا باختصار أن الثورة المصرية قد فتحت الباب أمام قنوات ووسائل إعلامية تجارية تعمل خارج الضمير مستخدمة بعض أولئك الذين لا يمانعون في تسويق أجندة \”الأختراق\” والإنطلاق من قضايا فردية داخل وخارج مصر إلى الشمولية والتعميم في محاولة للرسم خارطة طريق لا تخد المصريين ولا المجتمع العربي الذي تحتل مصر وشعبها مكانة عالية في ضمير كل هذه الأمة.
وعند مفهوم الثورة على كل شيء طبقاً لكلام المحامي المتشنج على الهواء يكون قد برز منظرين لاختطاف الحقائق والقيم والممارسة إلى خارج خطاب ثورة مصر وطموحات شعبها العظيم وهي محاولات لن ينجح فيها أحدا
من أولئك الذين يمارس بعضهم الرأي في المنابر الفضائية على طريقة البلطجية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *