بل الأراضي الحجازية المقدسة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد مراد علي رضا[/COLOR][/ALIGN]
مقال في جريدة عكاظ قبل عدة أيام يحمل العجب العجاب ويدعو للاستغراب والدهشة قبل الاستنكار والنفور، كتبته جهير بنت عبدالله المساعد .
أول ( الصدمات ) هو عنوان المقال نفسه ( وصمة الأراضي الحجازية ) حيث تصف ( الأراضي الحجازية ) ( بالوصمة ) ، وهي كلمة نابية و ( شتيمة قبيحة ) لاتوصف إلا في وقوع العار وما إليه فكيف وهي تستعملها ضد أقدس بقاع المسلمين وهي ( الأراضي الحجازية ) التي تضم أول ما تضم مكة المكرمة مهبط الوحي ومولد سيدنا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وقبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ومقصد الحجيج كل عام ثم المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها قبره الشريف وقبور صحابته الكرام ثم بقية الأراضي ( المقدسة ) كعرفات ومنى ومزدلفة ؟!
أما الأمر الثاني والذي لايقل غرابة واستنكاراً فهو مهاجمتها ( بشراسة بغيضة غريبة ) للكتاب والصحفيين العرب واتهامهم ( بالجهل ) و( السطحية ) و ( ضحالة ثقافتهم العامة ) وأن ( الحرية خطر عليهم وعلى الوطن العربي ) !! هكذا بجرة قلم واحدة !! كل ذلك بسبب أن الكتاب والصحفيين العرب دأبوا على استخدام عبارة ( الأراضي الحجازية المقدسة ) عندما يتحدثون عن مغادرة أوعودة حجاج بيت الله الكرام إلى أوطانهم بعد أداء فريضة الحج . أي أن كل هذا السباب والشتائم والاتهامات تنصب عليهم منها بسبب ذلك . ولنفس السبب ( توصم ) الأراضي الحجازية أيضا .
أما الأراضي الحجازية التي توصمها الكاتبة، فليس المجال الضيق هنا لإظهار قدسيتها وأهميتها للمسلمين قاطبة وليس العرب أو السعوديين وحدهم . فالآيات القرآنية التي ذكر فيها ربنا جل جلاله أم القرى وبكة والبلد الأمين وهذا البلد والمسجد الحرام والبيت العتيق وهذا البيت، ثم المدينة وعرفات والحج والعمرة كلها تشهد بمحبته وتقديسه جـــــــل جلاله لهذه ( الأراضي الحجازية ) ، ثم أن الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن حب الله ذاته سبحانه وتعالى لهذه الأماكن المقدسة وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرة ومتشعبة ولايتسع هذا المجال الضيق لتعدادها ، وهي معروفة في أغلبها لدى من لديه ولو إلمام بسيط بدينه الحنيف . كما تنهى عن كره هذه الأراضي المقدسة أو تحقيرها وتشبيه من يفعل ذلك ( بالمنافق ).
وبالنسبة للأمر الآخر وهو هجمومها المتطرف والشاذ على الإعلام العربي والكتاب والصحفيين العرب فهي لم تجد في الإعلام العربي (هكذا بمجمله ) وفي الكتاب والصحفيين العرب اللذين تصفهم ( بالجهل والسطحية واضمحلال الثقافة العامة وأن الحرية خطر عليهم وعلى الوطن العربي ) !! لم تجد في كل ذلك إلا عيباً واحداً (!!) وهو استخدام عبارة الأراضي الحجازية عند قدوم أو مغادرة الحجاج هذه الأراضي المقدسة إلى ديارهم ، وكأنها لا تعرف أن الكتاب والصحفيين العرب لا يستخدمون عبارة الأراضي الحجازية إلا في هذه المناسبة الدينية المعروفة أي عند قدوم وعودة الحجاج من هذه الأماكن المقدسة ، وأنهم بدلاً من أن يقولوا عاد الحجاج من مكة المكرمة والمدينة المنورة وعرفات ومنى ومزدلفة ( فيختصرونها ) في عبارة ( الأراضي الحجازية ) .
ولكنهم في الوقت نفسه يستخدمون عبارة المملكة العربية السعودية ( على الدوام ) ودون أي تردد وفي جميع المناسبات والأوقات ، وكل من لديه ( ثقافة عامة!) يستطيع أو ( تستطيع ) أن تدرك ذلك (لوشاءت) .
ثم أن هؤلاء الكتاب والصحفيين العرب وبالأحرى الكثيرون منهم هم رجال ونساء جهابذة أفذاذ وذو ثقافة واسعة أفنوا أعمارهم وبذلوا جهدهم وعرقهم في خدمة الإعلام العربي ومحاولة تطويره مما دفع بدول ومؤسسات عربية عديدة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية إلى تقديرهم ومنحهم الجوائز والأوسمة وأقرب مثال على ذلك الاحتفال بهم في الجنادرية وذلك على سبيل المثال لا الحصر . كما أن الكثيرون منهم يعتز سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بصداقتهم تقديرا واحتراما لهم ولمكانتهم ، ويفخرون هم أكثر بهذه الصداقة وهذا التقدير .
وأخيراً وليس آخراً ، ماذا تقول الكاتبة في لقب حمله الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ويعتز به مليكنا المفدى عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وإعادة مشافى معافى وهو لقب خادم الحرمين الشريفين وذلك لحبهما لهذه الاراضي المقدسة.ومثلهما في ذلك مثل السواد الأعظم من الشعب السعودي بل والشعوب العربية كلها بل والمسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها والذين يشتركون جميعاً في حب وتقديس هذه الأراضي الحجازية .وبالتالي لذلك أصبح الإعلام العربي كله ( والذي تعيبه هذه الكاتبة) يستخدم عبارة خادم الحرمين الشريفين في جميع المحافل الدولية.
فهل تستطيع هذه الكاتبة أن تسبغ هنا أوصاف ( الجهل والسطحية ) الذي أطلقته بكل صلف على الكتاب والصحفيين العرب وأتهمتهم بأن ( الحرية خــطر عليهم وعلى الوطن العربي ) ؟ أم أنها تطبق المثل العربي الشعبي ( من عكسه يحكي عن نفسه ) ؟! أي أنها ( هي ) التي لاتستحق هذه الحرية الصحفية التي كتبت فيها ماكتبت من شتائم وما كالته من اتهامات وألفاظ يندى لها الجبين ، ولاتليق بأقدس بقاع الأرض وأحب بلاد الله إليه سبحانه وتعالى وإلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وإلى عموم المسلمين . ولا تصح أيضا ولاتليق برمي رجال ونساء الإعلام العربي وفيهم الجهابذة والعمالقة بما رمته بهم من صفات وألفاظ هم بعيدون عنها كل البعد.ولكن صدق المثل القائل: \”كل إناء بما فيه ينضح\”.
مدير تحرير جريدة سعودي قازيت سابقاً
[email protected]
التصنيف: