بر الوالدين كما يجب
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]غيثاء علي[/COLOR][/ALIGN]
كثيرا ما نرى الأولاد يتسابقون لبر الوالدين لحب كمنَ في القلب أو سعيا لمرضاة الرب في كل مظاهر الحياة، فمنهم من يسند والديه عند الكبر ومنهم من يأخذه إلى الطبيب ويكون همه الأكبر ألا يتعب أو يجهد في المشي فنراه يدفعه بالكرسي المتحرك أو يحمله من وإلى السيارة ويترفق بهم ويحنو عليهم بالكلمة الطيبة وتنذرف الدمعة عندما يراه متألما أو مريضا والأسوأ عندما يخيم عليه شبح العجز ويصبح طريح الفراش لا يدرك من أمور الدنيا شيئا، فنرى أبناءه البارين حوله يتزاورونه إن لم يكن يوميا فبين فترة وأخرى ليست ببعيدة، فلا يهجر ولا يهمل لأنه يعلم أن الله يمهل ولا يهمل، فيخاف الله فيهما.
ومن جهة نراه يستمع لما يريدونه لا بل و يقول (حاضر – على رأسي – إن شاء الله) ثم يتكاسل عن تنفيذ طلبهما لا لكرههما ولكن كسلا ومللا، وهناك من يحنو عليهما ولكن يتأفف في داخل نفسه لا لبغضهما بل لأن الدنيا أخذت منه مأخذا، وهناك من يتأخر عليهما سواء بالإنفاق او العطاء لا لأنه بخيل بل يرى أنهما ليسا بحاجة إلى هذا وذاك في رأيه، ولكن هل هذا الابن بار أم عاق.. لنقل نصف بار ونصف عاق.
نعم لقد اهتم كل واحد بأبويه ولكن كل على طريقته وقدرته ولكن هلا أتممنا الإحسان بالحب والحنان، فالأبوان مهما فعلنا لهما فلن نصل إلى ما فعلاه لنا فابتعادنا عنهما في هذه الحالة الواهنة والحاجة النفسية تؤثر بشكل او بآخر عليهما وإن كانت الشكوى مكتومة والنفس تحترق شوقا والقلب يذرف الدمعة تلو الأخرى ولا ننسى ما وصلت إليه حياتهما فالحياة لها قضبان عجز بعد قوة.
فلا تكن نصف عاق أو بار بل كن بارا بارا بارا.. ولا تسأل متى تحين النهاية فبوجودهما الرزق والخير يكثر ومن دونهما البقاء يرحل وبهما شمس الدنيا تبرد وظلمة الليل تحنو، فخاف الله بهما وكن ممن قال الرسول عليه الصلاة والسلام : \”رغم أنف امرئ أدرك والديه، أحدهما أو كلاهما ولم يدخلاه الجنة\”، فعليكم برعايتهم وحسن البر بهما، فبهما العز والجاه في الدنيا وفيهما خير الجنان في الآخرة.
التصنيف: