باي أمريكا وِلْكَمْ إيران !!

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

في الحفل الأمريكي لمُغادرة العراق تباعدت المسافة بين وهج الدخول في العام 2003م وما صاحبه من نشوة الانتصار .. فالأمريكيون لا يُخفون ما حلَّ بهم من خسائر بشرية ومادية ثمناً لمغامرة لم تكن محسوبة النتائج على مدى سنوات الاحتلال ، في حين يشعر العراقيون أنه لا عزاء لهم في بلد لم يُفْض فيه الغزو إلى شيء سوى إسقاط صدام حسين ودخول إيران من البوابة الخلفية لإذكاء صراع طائفي وحزبي لم ولن ينتهي في بلد يختلف في كل تركيباته المذهبية والعرقية وخطابات سياسية متعددة الاتجاهات والأيدولوجيات ، وما بينهم \”قاعدة\” للرعب وأخرى \”لبعث\” يعتنق عقيدة توزيع الثأر والدماء.
ورغم أن واشنطن قد كسبت كثيراً من سرقة نفط العراق ، غير أن ذلك لم ينقذها من الأزمات الاقتصادية ، ورغم أن واشنطن أيضاً قد فشلت في احتواء إيران من خلال فتح أبواب العراق التي كانت مغلقة في عهد صدام حسين، إلاّ أن خُطة بوش قد نجحت في نقل المعركة مع منظمة القاعدة من الشوارع الأمريكية إلى العراق طبقاً لما كان قد صرح به الرئيس الأمريكي السابق الذي قاد غزو بغداد بثقة المنتصر.. وذلك قبل أن تنتهي فترة رئاسته بالحذاء الشهير وهو يبشر العراقيين بالديمقراطية المحمولة جواً والمدفونة أرضاً، والمفضوحة في سجن أبو غريب وما خفي كان أسوأ.
ومع الرحيل الأمريكي يبدأ التاريخ العراقي كتابة فصل جديد في مرحلة مختلفة .. وظروف عربية ودولية أكثر اختلافاً إلا أن أبرزها توسيع نطاق النفوذ الإيراني الذي يمثل واقعاً مريراً للعراق ومنفذاً على الخارطة العربية . لينقسم المشهد السياسي أمام الفصل الجديد بعد إنزال العلم الأمريكي الذي بدا وكأنه يكتب في المكان والزمان باي باي أمريكا.. وِلْكَمْ إيران.
وهي العبارة التي ستكون سيدة الموقف في زفة الرحيل استعداداً للقادم وكأن الشعب العراقي على موعد مع كل المراحل المؤلمة في تاريخه .. ولسان حاله يقول: اللي بعده!!
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *