ايران..احتجاج ضمن النظام

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسام كنفاني [/COLOR][/ALIGN]

لا شك في أن قدراً كبيراً من المبالغة كان ضمن التحليلات الكثيرة الغربية التي سيقت عن قرب انهيار النظام الإسلامي في إيران، بفعل التظاهرات المعارضة لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية. مبالغة نابعة من العديد من المعطيات المتعلقة بطبيعة النظام والشخصيات التي تقود حركة الاحتجاج، أو ما يمكن تسميتها بالمعارضة، أو تلك المؤيدة للرئيس المنتخب، والتي يمكن أن نطلق عليها اسم الموالاة.
خطاب المرشد العام للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، يوم الجمعة الماضي، لن يسهم في إنهاء الأزمة الانتخابية، وإن كان سيكون له دور فاعل في تهدئة احتجاجات الشارع بفعل الاصطفاف الصريح الذي وقف فيه خلف الرئيس نجاد وتهديده شبه المباشر للمحتجين وتحميلهم مسؤولية أي أعمال عنف.
رغم الصرامة والحزم في كلام خامنئي إلا أن جذور الأزمة لا تزال قائمة، سواء بالنسبة للخاسر الأول مير حسين موسوي أو المرشحين الآخرين محسن رضائي ومهدي كروبي، الذين يتمترسون خلف مطلب وحيد هو إلغاء نتيجة الانتخابات، التي يظهرونها وكأنها المشكلة الأساس للتحرّك الذي يقودونه، لكن في الواقع فإن معطيات التحرك أكبر من مجرّد انتخابات لتطال شخص نجاد نفسه.
المراقبة الدقيقة للتحرك الاحتجاجي تشير إلى أن الأمر أكبر من المعسكرين الإصلاحي والمحافظ، فموسوي مثلاً لا يمكن وضعه في المعسكر الإصلاحي، ولا حتى محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري. وإضافة إلى المرشحين فإن اصطفافات ضمنية مع حركة الاحتجاج من قبل الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني ورئيس مجلس الشورى السابق ناطق نوري، والتأييد الضمني من رئيس مجلس الشورى الحالي علي لاريجاني، تعطي الاحتجاجات أبعاداً عديدة، لكنها تبقى ضمن أطر النظام الإسلامي.
فالصراع لا يمكن توصيفه على أنه مواجهة بين الأشخاص المؤيدين للثورة وآخرين مناهضين لها، وإن دخلت على خط التظاهرات مجموعات معارضة للنظام الإسلامي. لذا فإن حركة الاحتجاج، هي ضمن النظام وليس ضد النظام. إنه صراع شخصيات وتيارات ذات مصالح وأولويات متضاربة، ولا سيما مع بروز عنصر الطبقية الذي تمثله برجوازيات النظام التي لم تعد تحتمل التعايش مع سياسات أحمدي نجاد لأربع سنوات إضافية.
مثل هذا الصراع لا يمكن أن يحل بخطاب، حتى إن كان يحمل بعداً دينياً من الولي الفقيه للأمة الإيرانية. الحل يأتي ضمن تسوية تجمع المتصارعين على أرضية أولويات وتعديلات في السياسة التي من الممكن أن يتبعها نجاد في المرحلة المقبلة، حتى يتم التسليم برئاسته الجديدة. تسوية شاملة للسياسات الخارجية والداخلية وإطلاق بعض الحريات، التي وعد بها موسوي وكروبي أنصارهما، وكانا العامل الأساس في تجييش الشارع الإيراني.
أيام فاصلة قد تكون في طريقها إلى المشهد الإيراني، لكن مهما بلغت سخونتها فإنها لا تتطابق مع تحليلات “نهاية نظام الثورة”.
عن القدس الفلسطينية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *