[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

الحمد لله حمدًا عظيمًا يليق بجلال قدره وعظيم سلطانه حمدًا كما يحب ويرضى والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الهادي إلى الصراط المستقيم وبعد:-
فعِلمُ الإنسان محدود والأصل في الإنسان براءة النفس وصدق الطوية وعليه فالمعاملة تكون على الظاهر ولأن الكثير من الناس تنطوي صدورهم على غل وحسد وكره لا يظهر للعين ففي كل يوم تكتشف أن هذا الصاحب أوذلك الرفيق لم يكن صدوقًا في معاملته ولم يكن ظاهره ينطبق على باطنه فهذا كان طامعاً وذلك كان محابياً وغيره كان مخادعاً وهذا كان حاقداً وذلك كان حاسداً وآخر كان مريض القلب لا يتمنى الخير لأحد.
أنواع وأشكال من الناس من حولنا لا ندري كيف نتقي شرورهم فإن اعتزلنا كل الناس وتركنا من حولنا أصبحنا وحدنا وحرمنا أنفسنا من أولئلك الصادقين في مشاعرهم البارين بعلاقتنا معهم الأوفياء لمحبتنا لهم إلى غير ذلك من أشكال العلاقات الطيبة في التواصل والتعامل الإنساني مع من حولنا فما الذي ينبغي أن نفعله.
الجواب سهل وبسيط يقول ربنا عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ? نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ? نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ? وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ? وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُوحَظٍّ عَظِيمٍ) سورة فصلت الآيات (30 – 35).
إن واجب الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم يحتم علينا السعي في عمل الصالحات والاجتهاد في ابتعادنا عن الموبقات لتسلم لنا الدنيا بحسن الخلق ونغنم الآخرة بحسن العمل بذلك أيضاً.
لقد أكدت كثيراً وفي أغلب المقامات التي قمت فيها متحدثاً وموجهاً أكدت على الإيمان بالرسالة المحمدية جملة وتفصيلاً والأخذ بالحكمة والسير على الصراط المستقيم حتى نأكد معنى الإيمان ومعنى التمسك بالعروة الوثقى والتحلي بالخلق العظيم الذي أراده الله لنا حينما خاطبنا بقوله عز وجل} لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا { سورة الأحزاب الآية (21).
هذا المنهج الذي يشمل الصراط المستقيم والفرقان الذي يفرق بين عباد الرحمن واتباع الشيطان ويؤكد على وصية لقمان هوالسمة المميزة للفئة التي بين عاقبتهم رب العالمين وكما بين في سورة مريم قال جلا وعلا:}إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا? فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا{ سورة مريم آية (96 – 97).
فأي شي أعظم من سلوك يوجب لنا بشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله عز وجل سيجعل لنا عنده وداً. فبمجرد أن نتحقق بالتقوى وهي كما وصفها الصحابي الجليل سلمان الفارسي عندما سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن التقوى فقال ارأيت يا أمير المؤمنين إذا كنت تسير في طريق شائك فكيف كنت تفعل قال عمر رضي الله عنه اشمر وأحذر قال وكذلك التقوى تشمر وتحذر , فالتشمير عن ساق الجد في العمل الصالح والحذر من ظلم النفس وظلم الغير ولا يكون ذلك إلا بمراقبة النفس وتذكر أقرب القريب منا الذي لا يعمل له حساب والكل يمشي وكأن هذا القادم غير موجود لا نأبه له مع أننا نراه يزور الآخرين فينشب مخالبه بهم وكأننا من تراكيب تختلف عن غيرنا ممن نزل بهم فنتواكل ونطيل الأمل ويأخذنا النسيان ويقودنا ضعفنا إلى اقتحام اللذات المهلكة ثم لا نرى إلا وقد فاجئنا أقرب قريب وداهمنا وفعل بنا ما فعل بالآخرين من قبلنا.
إذاً لا بد أن نحذر من هذا القريب جداً منا والبعيد جداً في تفكيرنا عنا إنه الموت الذي كتبه الحق علينا وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا بـ (هاذم اللذات) ومفرق الجماعات وكاشف الحقيقة قال تعالى: }لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَ?ذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ { سورة ق الآية (22).
إذاً ماهوالعمل حيال هذا الأمر ؟؟
إن المولى عز وجل أمرنا بأن نقتدي برسولنا ونسير على سيره فمن أين نأخذ سلوكنا في هذا الأمر من قوله أوفعله صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل، فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس.
السمع والطاعة يا رسول الله علمنا وفهمنا فكيف نفعل حتى نتشبه بك ؟ وخذ الإجابة منه صلى الله عليهم وسلم الا أخبركم بأشبهكم بي؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: 1: أحسنُكم خُلُقا 2:ً وأليَنُكم كَنَفاً 3: وأبرُّكم بقرابته 4: وأشدُّكم حباً لاخوانه في دينه 5: وأصبركم على الحق 6: وأكظمُكم للغيظ 7: وأحسنُكم عفوا 8: وأشدُّكم من نفسه إنصافاً في الرضا والغضب.
وأيما الله إن القرآن لم يأتينا عبثاً ولم يأمرنا بالتفكير والتلاوة والإلتزام به إلا لأن فيه المنهج الذي إذا اتبعناه فلا خوف علينا لا من خيانة خائن ولا حسد حاسد ولا من ظلم ظالم ولا من مباغتة الموت وهوأقرب قريب قال تعالى:} طه ? مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ? إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ? تَنزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى? وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ? اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى {سورة طه الآيات (1-8)
اسأل الله عز وجل أن يرحمنا برحمته ويوفقنا لنكون من أهل طاعته ومحبته وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *