الوفاء .. الغائب
ما اكثر ما نسمع عن “الوفاء” وما اكثر القصص والمواقف في الحديث عن الوفاء واهميته ودوره وانه من خلق الاسلام.. لكن ما اكثر ما نسمع عن انعدام الوفاء وغيابه بين الناس..
اتحدث وانا أتألم من مواقف رواها لي الناس ووقفت عليها للتأكد من صحة القصص ووجدت ان مجتمعنا لحقه الكثير من عدم الالتزام بهذا الخلق .. قبل ايام وقفت على قصة بكل تفاصيلها وتأكد لي ان ما قاله الاستاذ الزيدان رحمه الله ان المجتمع “دفان” قليل في توصيف الواقع المؤلم .. يقول صديقي وهو يتحدث في ذهول راوياً قصة عمرها اكثر من ثلاثة عقود لشخصية غير عادية قدمت جهداً وخدمة ومعاناة لأكثر من نصف قرن للمجتمع اضافة الى ما قدمه من ايادي بيضاء لعدد كبير من الذين عملوا معه في الجهة التي كان يعمل فيها بل والتي ارتبطت باسمه وبوجوده وبجهوده وحقق للجهة المالكة ملايين الريالات والوجود في “السوق” وفجأة عندما طلب برغبته ان يغادر حتى وان قيل برغبة غيره.. انتهى المشهد والصورة القديمة ووجد ان كل ما كان فيه من حضور ارتبط بكرسي الوظيفة التي اعطاها اكثر مما اعطته.. يواصل صديقي متحدثا عن الرجل المعني بأنه لا يفكر في مثل هذه المواقف وواثق من نفسه والمنصفون من الناس يعرفون دوره واضافته للوظيفة لكنه يقول صديقي نحن الذين نعرف كل هذا ولم نجد من الذين تفضل عليهم بعد الله على مدى سنوات طويلة وكان خلفهم ما يشير لوفائهم الا بعض العبارات من البعض الذين عرفوه في سنوات ماضية.
اما زملاء “اليوم” فقد التزموا الصمت معللين ذلك بردود غير مقبولة !.. قلت لصديقي مذكراً اياه بأن هذا الامر قديم وقيل فيه ما قيل من الكتاب والادباء والشعراء ما الجديد مع صديقك؟! اجابني اعرف ان الصورة قديمة وتكررت مع صديقي وغيره من مئات السنوات.. لكنني لازلت ابحث عن الذين ارتبطت اعمالهم واسماؤهم بهذا الرجل وبعضهم يذكره في المناسبات او عند الحديث عنه وهناك من “تجاهل” فضله بعد الله ووقوفه ودفاعه عنهم وتجاهل الكثير من اخطائهم!! قلت لصديقي وانا اعرف ان ردي لن يكون مقنعاً له.. هذه هي الحياة رضينا او لم نرض .. لكن ذلك لا يمنع من رد الجميل ولو بكلمة شكر وموقف جميل وهو أقل ما يمكن .. اما التجاهل .. اما البلادة ونكران الجميل .. اما اسدال الستار ونسيان “المعروف” فهذا خُلق غير مقبول ولا يمكن القبول بأي تبرير له!!
واسأل هؤلاء كيف تعيشون بين الناس وأنتم بعيدون عن ما تنادون به وتقولونه وتكتبونه من اهمية الوفاء والمواقف “الرجولية” وتقديم التحية لأصحاب الفضل بعد الله؟!
لكن “لقد اسمعت لو ناديت حياً”!!
قال الشاعر:
مات الوفاء فلا رفد ولا طمعُ
في الناس لم يبق الا اليأس والجزع
فاصبر على ثقة بالله وارض به
فالله اكرم من يرجي ويتبع
التصنيف: