الوطنية ثقافة تطبيقية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
الوطنية في هذا العالم الكبير ليست عبارة تردد أمام الناس أو مشاعر تتأجج عند انتصار منتخب كرة القدم أو جذوع تتمايل وتصرخ في المناسبات وتخرج عن اللياقة تعبيرا عن حجم الوطنية بأسلوب غير وطني، الوطنية إحساس داخلي يوجد وينمو كما توجد البذور وينمو النبات الذي لابد أن تعتني به لكي يكبر مستقيماً ويحظى بمختلف أنواع الرعاية حتى يكون ثمره ذا قيمة وفائدة.
وبناءً عليه يتم زرع الوطنية في عقل وروح ذلك المواطن في ذلك البلد سواء من أجداده الذين أنجبوه أو من ارتضى أن يحمل اسم بلد بعينها لان اسم الوطن هو الاسم الأول للمواطن الذي يُعرف به أكثر من اسمه الشخصي في كثير من الظروف، ولكي يجعل ذلك الوطن هو الاهم ويفديه بروحه لابد أن يكون ذلك الوطن قد عامله كإنسان بنفس ثقافة العناية بالنبات، حتى الوالد الذي لا يرعى أبناءه ولا يهتم باحتياجاتهم الضرورية ولا يشجعهم وبالذات عندما يكون قادرا على فعل الكثير، سوف تجد افضل أبنائه طاعةً يتململ من تصرفات أبيه وقد يغادر المنزل وإن كان يعرف أن فعله يعتبر نوعاً من العقوق لأن الحياة أصبحت صعبة.
عندما لا يهتم ذلك الوطن بمظلمة الفرد، ولا يعطيه أي تقدير لاقتراحاته ومشاركاته بل قد يجدها نفذت بدون حتى توجيه الشكر له، عندما يكون قد استثمر وقته وماله لكي يخدم الوطن فيواجه بمن يصده بانتظام وبأساليب غير مفهومة فيشتكي لمن يحسبه المسؤول فيكتشف أنه بعيد عن المأمول، ويجد هذا المواطن في المقابل من يقدر فعله ويشجع مشاركته بعكس ما فعل أهله الذين يطلبون منه حمد الله على انه منهم بدون أن يذكروا الأسباب وينهالون عليه بالسباب إذا خرج من الباب.
السؤال : هل عندما يذهب هذا الفرد لمن يقدره خارج منزله ويحرص عليه ويحفزه يكون هو العاق؟ .. أم يعتبر ذلك الوطن هو من فرط في أبنائه؟.. بل يجب أن يشكرهم على أنهم لم يبقوا عاطلين؟.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا
التصنيف: