الوطن العربي والتحديات الدائمة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

لا يمكن هزيمة الوطن العربي، او اخضاعه، لأن بناءه يستند على اركان ثابتة لا يمكن زعزعتها، وارضية صلبة متينة الاساس وايمان وعقيدة راسخة محفوظة بالقدرة والعناية.فالوطن العربي يمتلك من الموارد البشرية، والطاقة النقية ما يؤهله للصمود الى ما لا نهاية، وهي نعمة إلهية تستوجب الشكر والرضى، وهبة طبيعية، جلية وخفية كامنة فيه كمون النار في الزناد تستخرجها منه التحديات وتستحثها المنازلات، كما اثبتت ذلك سير التاريخ الحافل بالعطاء والتضحيات.
ان تعزيز الصمود، واستجلاب رياح النصر يكمن في نهضة جماهيرية شاملة على اساس الديمقراطية والانتخابات النزيهة، وقفزة صناعية تطوع التقنيات الحديثة لدواعي الأمن، ومتطلبات الرفاهية والعودة الى الذات من خلال التراث الذي يتسم بالارتباط العضوي، والتاريخ الحي، والتخلص من آفة الغزو الثقافي الاجنبي، وتفعيل شعار العمل العربي المشترك الذي يوفر للأمة قوة ضاربة، وطاقة مركزة تخدم القضايا المصيرية المشتركة ليبقى الوطن العربي ابدا مكانا لحضارة مزدهرة، وقوة عظمى يحسب حسابها، وصخرة قاسية تتحطم على جدارها الامواج العاتية، والجبل الاشم الذي لن تهزه الرياح الهوجاء.يرتبط بمفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوم الاعتزاز الوطني، وهو الذي يشعر الشعب من خلاله بأنه مواطن صالح يتمتع بحقوقه ويقوم بواجباته.
فالاعتزاز الوطني يشد المواطن الى المجتمع الكبير \”الوطن\” حيث لا يشعر بالاغتراب او الابتعاد، لا بل يشعر بأن مستقبل الوطن ومستقبله كمواطن مستقبل واحد وان كلا منهما لاجل الآخر.هذا الاعتزاز الوطني يحتاج الى تنمية في نفوس الشباب، وهذه التنمية تمثل عملية الانتقال من المواطنة المجردة الى المواطنة الحقة، اي الانتقال من حالة الشعور بالانتماء للوطن وادراك الواجبات والاحساس بالروابط التي تربط الشباب بالوطن من خلال المصالح والاهداف، والآمال الى حالة الاندفاع القوي لتنمية الروابط المشتركة بين اهل الوطن على اساس التعاون والعمل لتمتين تلك الروابط.وتتألف عملية الاعتزاز الوطني من ثلاثة جوانب: الاول: الجانب البنائي الذي يتمثل بتنمية المعارف والمفاهيم والخبرات والاتجاهات.
والثاني: الجانب الوقائي الذي يتمثل بتجنب الشباب الانحراف الضار بهم شخصيا وبمجتمعهم ككل.
والثالث: هو الجانب العلاجي الذي يتمثل بالعمل على التخلص من الاتجاهات السلبية للسلوك كالفردية والانطوائية والتردد والتقليل من شأن الذات ومن شأن المجتمع.
ومن اقوى النقاط التي يمكن الارتكاز عليها في التعبير عن صدق الانتماء الوطني هي فعاليات الشباب التي تشكل بداية مناسبة وانطلاقة تكمن فيها مقومات النجاح لتنمية الاعتزاز الوطني بحيث تكون الاندية ومراكز الشباب والفرق الكشفية ومعسكرات الشباب ومؤتمراتهم وتجمعاتهم اماكن ينمو فيها الشعور بالاعتزاز والتوجه بهذا الاعتزاز المتصاعد الى مستويات اعلى والمتعمق الى جذور اكثر عمقا.
مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد
فاكس: 6658393

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *