النواة الأولى ما بعد المائة..
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د/ تهاني سعيد الحضرمي [/COLOR][/ALIGN]
يأتي الاحتفال بمناسبة مرور مائة عام على إنشاء أول نواة لحرس الحدود التي وضع الملك عبد العزيز يرحمه الله لبنتها الأساسية عام 1331 هـ و كانت عبارة عن مراكز دوريات للمراقبة البحرية وسفن شراعية صغيرة وراكبي هجن بالمنطقة الشرقية.. بمثابة بزوغ شمس عهد جديد حافل بالتجارب والإنجازات والخبرة والتحديات وجوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية في ظل أمن الحدود.
يُعد حرس الحدود أحد الأسلحة الهامة في حماية الحدود من الاختراق غير المشروع وكذلك منع عمليات التسلل والتهريب والإنقاذ البحري واستقبال إشارات الاستغاثة من السفن في حال تعرضها للقرصنة وإنقاذ التائهين في الصحراء فالهجانة مثلاً عادة ما يكونون من نفس بيئة المكان الذي يقومون فيه بالخدمة وذلك لصعوبة المناخ الصحراوي ووعورة الطرق التي لا تستطيع السيارات السير عليها وخاصة في المدقات الجبلية الضيقة..
وكذلك قصاصو الأثر فهم مدربون منذ نعومة أظفارهم على اقتفاء الأثر والتعرف على الأشخاص من أثار الأقدام.. ولا يكفي القول بأن حرس الحدود يقوم بتنظيم دوريات منتظمة على مدار 24 ساعة في اليوم لمختلف النقاط الحدودية وما بينها من أجل الحفاظ على الأمن والحماية بل إن استلزام الصبر والحكمة والرؤية نبراس لهم.
ومع التقدم التقني الذي نعيشه في العصر الحديث كان لابد من النهوض نحو التجديد كضرورة ملحة نحو الصدارة فالتكنولوجيا تخدم الجهد وتختصر الوقت وتفتح أفاق المستقبل إلى تحقيق المهام العظيمة وكان لاستخدام الكاميرات الحرارية أثرها الواضح في الكشف عن الحرارة التي تصدر عن جسم أي كائن حي وبذلك هي فعالة في عمليات الكشف عن المتسللين والمهربين في الظلام الدامس ليلاً.
تلك الكاميرات لديها القدرة على الرؤية عبر عشرات الكيلو مترات، وتظهر صورة المهرب وما يحمله من مهربات وأسلحة على الشاشة بلونين أبيض واسود مما يتيح لحرس الحدود اخذ الحذر عند التعامل معه..
فكلما ازداد التعرض للأخطار ازداد يقين بواسل حرس الحدود بأن النصر من عند الله وأن الاستقرار ثمنه بذل النفيس والغالي وأن حب الوطن يعني التفاني العالي وأن خوض التحديات شرف يعتز به المواطن وأن كلمة التوحيد تحميهم من الخوف من التهديدات ويبقى الدفاع عن الممتلكات واجب وطني يُشرق في ميدان الفخر والاعتزاز..
رسالة شكر وامتنان إلى أولئك المخلصين الذين يحملون وسام التضحية على أكتافهم قلوبهم تنبض دفاعا عن البلاد، وأنظارهم تخترق مسافات ظلام الليل، يسهرون على راحتنا ويحمون حدودنا ولا يقبلون المساس بكرامتنا، في الحدود لا يقبلون تجاوزها يفدون الوطن بأرواحهم، ولا يسمحون بالعبث في حبات الرمال أو قطرات البحار أو ذرات هواء في أعلى الجبال.
العنوان البريدي : مكة المكرمة
ص. ب 30274
الرمز البريدي : 21955
البريد الالكتروني :[email protected]
التصنيف: