نبيه بن مراد العطرجي

حق الحياة للمسلم عظم أمرة الدين الإسلامي ، وشرع من الأحكام ما يكفل وجودها وبقاءها على أكمل وجه وأحسنه ، والنفس المسلمة المستأمنة مصونة لا يجوز إهدار دمها ، وأغلى الخالق ثمنها وحرم قتلها إلا بالحق ، وما نراه اليوم من حوادث قتل الأبرياء الآخذة في الإزْدِيَادْ يوماً بعد يوم بين أبناء المسلمين لهو تصديق لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج والمرج ، والهرج القتل ) وقد نهى الإسلام أن يقتل المسلم أخاه المسلم مالم يقترف ذنباً حده القصاص بسلطان الشرع {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} وقال عليه الصلاة والسلام : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) وفي هذا دلاله واضحة على حُرْمَةْ دم المسلم ، كما أن القتل مُحَرَمْ في جميع الشرائع السماوية ، إذ إنه جريمة لا تغفر،ومن أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى ، قال الإمام الشافعي رحمة الله تعالى – ولا شيء أعظم منه [ يعني القتل بغير حق ] بعد الشرك – وقال ابن حزم رحمة الله تعالى – لا ذنب عند الله عز وجل بعد الشرك أعظم من شيئين أحدهما : تعمد ترك صلاة فرض حتى يخرج وقتها ، والثاني : قتل مؤمن أو مؤمنة عمداً بغير حق – وهو من السبع الموبقات في ديننا الحنيف ، فجريمة القتل العمد للنفس المؤمنة التي حَرمْ الله قتلها إلا بالحق لهي الكبيرة التي لا تُرتَكبُ وقَلْبُ القَاتلِ محشوٌّ بكمال الإيمان وصدقه قال عليه الصلاة والسلام : ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم ) وفي شريعتنا الإسلامية السمحاء لا يوجد سبب يبلغ مِنْ ضخامته أن يفوق ما بين المسلم وأخيه المسلم من رابطة العقيدة وعلاقة الأخَّوة الإيمانية بأن يقتل المؤْمِنُ أخاه المؤْمِنَ بدون ذنب شرعي ، فهذا السلوك العدواني الظالم نشأ في الغالب من فكر شاذ منحرف ، أو عاطفة طائشة ، وجهل وحمق ، وقلة فقه وعمى بصيرة وعدم نظر في مآلات الأمور وعواقبها ، وقد أصبحت كلمة القتل في هذا العصر كلمة عادية جداً تتردد على مسامعنا بكافة أشكالها وألوانها المختلفة بكل أريحية وبرودة وكأننا في مجتمع غربي لا مبالٍ ، فابن يقتل أباه ، وثانٍ يطعن أمه ، وآخر يقتل أخاه ، وذاك يقتل صديقة … وغير ذلك من القصص الدموية البشعة والمقززة للنفس ، فَهَلْ غَدَتْ أرواح المؤمنين رخيصة لهذا الحد ؟ فمتى يصحو الناس من هذه الغَفْوَة المريضة التي يصعب وصفها من شدة جُرْمَهَا ؟ ! ومتى يعود المجتمع إلى ما كان عليه من وئام وطمأنينة ؟ ! وتتلاشى منه الجريمة التي تَنْتَهِكْ حُرمة المسلم ؟ ! فلقد تعب القلب ومرض من سماع هذه الجرائم ، وكفانا تقليداً لغيرنا حتى في أرْذَل الأمور وأسخفها .
همسه : ليتنا مثل الأسامي ….لا يغيرنا الزمان.
ومن أصدق من الله قيلاً {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *