المُحبِطون فى الأرض

نيفين عباس
فقدان الطاقة الإيجابية والتمتع بالسلبية فى الحياة لا يأتى من فراغ ولا بين ليلة وضحاها

من يحاط بأجواء تشوبها المشاكل والهموم طيلة الوقت حتى وإن كان طاقة من نور سيأتى يوماً ما وينطفئ ، الطاقة السلبية التى يتمتع بها البعض مدهشة لدرجة أنها من الممكن أن تفقد إنسان طموحه وأمله فى الحياة ، التعامل والتعايش مع شخص سلبى أمر مرهق وصعب للغاية ويتسبب لكل من حوله بالشعور طيلة الوقت بالندم والإحباط والتشاؤم فهو لا يرى الحياة إلا من النظارة السوداء ودائماً ما يعتبر أن هناك مؤامرة كونية ضده أو أن العالم يقف حائل بينه وبين الإنطلاق للحياة والنجاح والحب والسعادة ، فهو شخص كئيب لا يتفائل ولا يعجبه حتى العجب نفسه ولا ينظر إلا للنصف الفارغ من الكوب ويأخذ من كل المواضيع الجانب المُظلم والسلبى ويحول كل أمر لإتجاه التشكيك والقلق حتى يسود التوتر بين الجميع ، هؤلاء المُحبِطون فى الأرض لا يكفوا فقط عن زرع التشاؤم والحزن فى أنفسهم بل فى كل المحطين بهم فهو يصدر طاقته السلبية على كل شخص إيجابى فيحوله مع الوقت إلى شخص متشائم يعشق النكد وهنا يجب التوقف والإبتعاد عن هؤلاء الأشخاص فوراً فالتشاؤم والسلبية مُعدية وتنعكس على كل من حوله بل وتتطور إلى إكتئاب حاد وأمراض وقد يصل فى النهاية إلى الإنتحار ! ، يجب الإبتعاد عن أى شخص سلبى فهو سيقطف أى زرعة أمل داخل قلب الإيجابى ويجعله يرتدى تلك النظارة السوداء التى يرى هو بها حياته ، لذلك من الواجب إعتبار هؤلاء غير مرئيين من الأساس فى الحياة والإبتعاد عنهم قدر الإمكان وعدم أخذ كلماتهم المحبطة أو أفعالهم التشاؤمية على محمل الجد فهو إن أتيح له المجال سيمتص كل الطاقة الإيجابية التى يتمتع بها الإنسان ويحولها إلى طاقة سلبية فنجد وجه عابس فاقد للأمل فى الحياة وليس له قدرة على إتخاذ القرار أو التفكير ، هؤلاء الأشخاص حولنا فى كل مكان ، ليس بالضرورة فى العمل فهم متواجدين فى كل أشكال وصور الحياة كالأصدقاء والأقارب وحتى قد يكون الأهل ، وهناك أشخاص محبِطين بدافع الحقد والغيرة فهو لا يحب أن يرى إنسان ناجح أو مُقدم على خطوة جديدة فى حياته نحو السعادة ، فيهدم كل السعادة داخله يجعله يفشل فى دراسته ، عمله ، إقدامه على الزواج ، لذلك تعامل معه بحالة من اللامبالاة والتجاهل والإبتعاد عن نصائحه وحتى مشاكله وأى مهاترات تصدر منه فهو صاحب صراع داخلى يفسد الطاقة على كل من حوله ويحمل إكتئاب مُعدى

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *