بقلم: أ. د. بكر بن عمر العمري
عن أبي موسى (رضي الله عنه) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه) متفق عليه ان هذا الحديث يدعونا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الى التعاون واجتماع الكلمة وتوحيد الصفوف، وان يكون المؤمنون بعضهم اولياء بعض، وان يكونوا اقوياء، بوحدتهم وقوتهم يشد بعضهم بعضاً.
وقوله كالبنيان يشد بعضه بعضاً، بيان لقوة التشبيه، وكما جاء في رواية البخاري ثم شبك بين اصابعه أي يشد بعضه بعضا مثل هذا الشد فوقع التشبيك تشبيهاً لتعاضد المؤمنين بعضهم ببعض.
ولقد نادى القرآن الكريم الناس قاطبة ان يتعاونوا ويتعارفوا قال تعالى : (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وخلقناكم شعوباً لتعارفوا ان أكرمكم عند الله ان الله عليم خبير).
لذا يجب على المسلمين وغير المسلمين ان يسارعوا لنجدة اخوانهم في سوريا وان يرفعوا الظلم عنهم، ويهبوا لنصرتهم ويكونوا في حاجتهم، حتى تتوحد الكلمة والصفوف في مواجهة اعداء الله على أرض الشام.
وفي اطار التوجهات الاسلامية جاءت دعوة حكيمة وصادقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للمجتمع الانساني الدولي في تحذير من اطالة أمد ارتكاب جرائم القتل واعتبارها جرائم ضد الانسانية ضد الشعب السوري المناضل والمسالم في كل ربوع بلاد الشام.
ولاجل ذلك كشفت التحركات السياسية والدبلوماسية والاغاثية السعودية بان شعب سوريا سيبقى حياً.. لانه لن يكون وحده لان نزيف الدم السوري يجب الا يستهان بأرواح ابرياء ترهق ولا تتغاضى عن دماء تهدر بلا ذنب ارتكبه أصحابها.. اننا امام صورة لمأساة متكاملة لابد من النظر اليها من جميع جوانبها دون الاكتفاء بالتأوهات العاطفية. ان هذا يدفعنا الى القول بان قتل الابرياء جريمة كبرى تعاقب عليها كل التشريعات السماوية والوضعية فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه البخاري ومسلم .
ان هذا الحديث يوضح حرمة النفس الانسانية ومكانة الانسان المؤمن وانه لا يحل دمه بأي حال من الاحوال، فقد حرم الله تعالى العدوان على النفس، قال تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق” وهذا الاستثناء الوارد في الآية الكريمة فصلته وفسرته السنة المشرفة على صاحبها افضل الصلاة والسلام، وجاء أول هذا الاستثناء الذاتي الذي ارتكب جريمة الزنا وهو متزوج فيرجم حتى الموت ثم النفس بالنفس أي في القصاص فمن قتل يقتل قال تعالى: “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب” ثم التارك لدينه المفارق للجماعة وهو المرتد بعد ان يستتاب، ولكن لا يقوم بهذه الامور الا ولي الامر حيث يضع الامور في نصابها الصحيح حتى لا تكون الحياة فوضى بين الناس كما هو حادث للشعب السوري المسالم وليعلم طاغية سوريا ان الامتثال لامر الله ورسوله في هذا الحديث يعصم دماء الشعب السوري ويحقق أمن الفرد والجماعة في ارض سوريا الحبيبة.
ان موقف المملكة مع الشعب السوري يتمشى مع مبادئ الاسلام التي تنادي بالحفاظ على دماء الشعب السوري.. فوراء نزيف الدم السوري تاريخ طويل (5 سنوات) من المذابح والنسف العشوائي لبيوت المواطنين السورية وللطرد والتشريد في ربوع العالم وكل وسائل الاجرام والارهاب والترويع.
هناك اجماع من قبل مجلس حقوق الانسان وهيئات الاغاثة الدولية على اهمية وقف نزيف الدم في سوريا المطالبة بمحاكمة الطغاة في دمشق.
لقد قامت المملكة كما هي عادتها بدورها مع القدر وتحمل الملك سلمان وشعب المملكة مسؤولية تاريخية انسانية في مواقفها في مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة لتؤكد حرصها على حياة شعب سوريا وانه سيظل حياً وانه ليس لوحده ليستند هذا التوجه السعودي بين مكانتها الدينية والعربية والانسانية والدولية وثقة العالم في قرارها وحكمتها في المنظمات الاممية الى جانب حرصها على مساندتها الشعب السوري قولا وعملا يدعمها في ذلك انها كانت وراء التحركات العربية والدولية والانسانية لمعالجة الوضع السوري التي مازالت محوراً لكل الجهود الحكيمة والعربية والاسلامية والدولية.
لذلك اقول ان موقف المملكة مع شعب سوريا – انما يرسل رسالة عاجلة وانسانية لكل شعوب الانسانية الدولية وهذا ما لمسناه في قرارات مجلس حقوق الانسان الدولية التي ادانت النظام السوري.
خلاصة فان الموقف السعودي مع الشعب السوري يطالب العالم اجمع بوقفة انسانية دولية تدعم الشعب السوري في موقفه من الظلم الجائر للنظام السوري وحلفائها وتحررها م جرائم الارهاب وعدم السقوط في مستنقعات الكيل بمكيالين وعدم خلع شعب من وطنه وتشريده كاملا في انحاء العالم كما حدث في الشيشان وكوسوفا وما خلفه من اجيال على طريق مشتعل قاتم ومجهول.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *