الملك عبدالله.. والتحذير الخطير
على مدى فترة طويلة والمملكة العربية السعودية تقف بمفردها في الحرب على الارهاب من خلال استراتيجية فاعلة كان من ابرزها تجفيف المنابع المادية.. وملاحقة مصادر عناصر الدعم اللوجستي. و الاختراق الفكري من بوابة غسيل الأدمغة باستخدام الخطاب الديني الخارج عن اسس العقيدة الصحيحة وصولاً الى ذلك الاختراق.
وقد نجحت هذه الاستراتيجية التي اخذت في الاعتبار الجانب الانساني لضحايا خطاب التطرف. واعادة تأهيلهم. مع الاستمرار الدائم في الرقابة وقمع رؤوس الفتنة.
حصل ذلك في الوقت الذي كان العالم من حولنا صامتاً في اعتقاد خاطئ يرى أن الارهاب سيكون محصوراً في المملكة. بل كان هناك شامتون وداعمون.. ومصفقون. لا يدركون الابعاد والأخطار التي سوف تصل اليهم شرارتها في التوقيت المناسب.. والظرف المناسب. وذلك في الوقت الذي كانت تلك المنظمات ومرجعيات دعمها اللوجستي جميعها تنتظر نجاح التجربة في بلد هام له مكانته الدينية والاقتصادية. ومن ثم ستكون المهمة سهلة امام الارهاب في الاماكن الاخرى.
لكنها الارادة السعودية حكومة وشعباً. أدركت حجم هذه الأخطار والأهداف. استطاعت ان تكبح جماح هذا الوباء الخطير على أراضيها ممارسة وفكراً.
وهذا يعني أن المملكة كانت تحارب الشر نيابة عن الآخرين داخل الوطن العربي وفي خارجه. واليوم وقد اصبحت الساحة العربية والدولية مفتوحة على خارطة المنظمات المتطرفة. فإن ذلك يعني ان الحسابات الخاطئة لأولئك الذين كانوا يعتقدون اختزال الارهاب في بلادنا قد أصبحوا أمام حروب معلنة وجيوش مؤللة استقطبت الجنسيات المتعددة في مناطق متوترة. استغلت على أراضيها الفراغات السياسية والانقسامات. لتكون بدائل أكثر قوة للانطلاق الى ما هو أبعد من الاماكن وتضاريسها. وشكلت شبكات موالية في آسيا وأوروبا بسرعة تسابق الزمن في تهديد معلن لعالم اليوم.. ومراهنة على التغيير الى الجهل والفوضى. ومصادرة الاخلاقيات الدينية والانسانية.
وهنا يأتي تحذير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم من منطلق ايمانه الكامل بأهمية صيانة العقيدة الاسلامية أولاً من عبث المتطرفين من ناحية.. ومن ناحية اخرى منع تدويل الارهاب وحماية الامن المجتمعي من انهيار مكتسباته واستقراره وثقافة شعوبه.
ومن ثم نجد ان مسؤولية المواجهة لم تكن محصورة اليوم في منطقة الشرق الاوسط بقدر ما اصبحت قضية دولية تتطلب تحالفا دوليا ضد المنظمات الارهابية. خاصة بعد ان دشنت الثورات العربية لمنظمات وجماعات ما يعرف بالاسلام السياسي والذي خرج من رحم الفوضى نحو تشكيل خطاب التطرف وممارسة الارهاب. لكنهم الامريكيون لا يهدأون دون استنزاف المنطقة. حيث بدأت في مرحلة جديدة من السيناريو بنفس الطريقة التي تم استخدامها مع القاعدة والتي كانت قد قامت واشنطن بزراعتها في افغانستان. وهاهي اليوم بدأت تعمل على الاستثمار العسكري في داعش من خلال تحالف دولي للنفقات وذلك بعد ان كانت قد زرعتها للاستثمار السياسي في المنطقة العربية.
التصنيف: