[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]

يُعد المعلم أهم عوامل نجاح العملية التعليمية والتربوية, والمقصود بالمعلم الذي يمتلك كفايات تدريسية وتقويمية تؤهلانه لأن يمارس عمله بمهنية عالية جداً، لأن المعلم المتمكن والمؤهل تأهيلاً جيداً يستطيع أن يحيل نقاط الضعف إلى نقاط قوة ، فحين يكون المبنى المدرسي غير جاذب – لكونه مبنى مستأجرا, حجراته ضيقة, يفتقر للقاعات والملاعب ومصادر التعلم والمرافق الضرورية, أو أن محتوى المقرر المدرسي لا يحقق المستويات العليا من سلم بلوم(التحليل والتركيب والتقويم) , وغيرها من المشكلات التربوية ، المعلم هنا يأتي دوره البارز في تجاوز هذه الإشكالات, والتغلب عليها, وإحالة الجوانب السلبية إلى جوانب ايجابية, والجوانب الضعيفة إلى جوانب قوية. إلا أن السؤال الأهم : هل يمتلك جميع معلمينا الكفايات التي يطمح إليها الميدان التربوي؟ وإذا كانت غير متوفرة .. هل تم مناقشة الأسباب وصولاً إلى حلول مناسبة؟.
أعرف أن الجامعات السعودية تُخرج كل عام أفواجاً من المعلمين, وبعد انجازهم سنوات الدراسة والحصول على المؤهلات التي تسمح لهم بممارسة مهنة التدريس, يخضعوا لاختبارات القدرات من أجل التأكد من معيارية التأهيل ، الكثيرون منهم أخفقوا وحصلوا على درجات متدنية, علماً بأن الفقرات الاختبارية, وأساليب التقويم من المقررات الدراسية التي درسوها وطبقوها طيلة الأربع سنوات .. وبعضها من الضروريات في العملية التدريسية .. ولا يمكن لأي مرب أن يغفل عنها.هنا نرى العجب العجاب ونتساءل يا ترى أين الخلل؟ هل يكمن في المعلمين الذين أخفقوا ولم يتمكنوا من اجتياز تلك الاختبارات التقييمية؟ أم أن هناك مشكلة في نوعية الأسئلة المقدمة ؟ أم أن المشكلة تتركز في أسلوب الإعداد أثناء الدراسة؟ ولأن المشكلة تتفاقم عاماً بعد عام, فالأمر يتطلب إعادة النظر في طريقة إعداد المعلمين .. من خلال البحث عن مكامن الخلل في الكليات التربوية والجامعات .. مع ضرورة تكثيف فترة التدريب, وزيادة مدتها لتوفير معلمين يقومون بأدوارهم الهامة في بناء أجيال لنماء الوطن . المشكلة تكمن في مناقشة الفروع دون الالتفات إلى جذر المشكلة .. فكثيراً ما يتم طرح قضية ضعف كفايات المعلمين دون الالتفات إلى الأساليب التي أدت إلى وجود هذا الضعف .
من الضرورة بمكان أن تُكرس وزارة التربية والتعليم اهتمامها في توفير المعلم الذي يمتلك الكفايات التدريسية العالية, التي تؤهله لأن يمسك زمام هذا العمل المهم من أجل مستقبل مضيء لأبنائنا الطلاب . ومستقبل بهي لبلادنا, مع ضرورة منحه (رخصة معلم) بعد كل أربع سنوات ليحق له الاستمرارية في مهنة التدريس, أو الانسحاب تاركاً لمن يستحق البقاء, لأن العمل الذي يقوم به المعلمون يختلف عن جميع المهن الأخرى فهم يؤدون رسالة لا وظيفة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *