المطنشون وطاعون المستقبل !
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله سعد الغنام [/COLOR][/ALIGN]
تخرج لنا أرقام ودراسات كثيرة من فترة إلى أخرى تحذرنا من نمط الحياة الغذائي العشوائي الذي نعيشه, ونحن ما بين مصدق أو مكذب أو بين طرف آخر لا يلقي لتلك الأمور والقضايا بالاً وهو (المطنش).
إن تلك الدراسات هي مؤشرات وعلامات لمن له عقل ولب ليفهم منها أن نمط الحياة الغذائية في بلادنا وربما في العالم أجمع قد تغير. ولعل هذا التغيير كان من الأسباب في انتشار بعض الأمراض المزمنة ومنها مرض السكري, والأرقام والدراسات والإحصائيات مخيفة بالنسبة لهذا المرض, وعسى أن لا يكون هو طاعون المستقبل !.
عالميا يتجاوز عدد المصابين بالسكري 347 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم, وأكثر من 80% من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية أيضاً إلى أن وفيات السكري ستتضاعف في الفترة بين عامي 2005 و2030.
وأما محلياً فقد أكدت ندوة طبية عقدت مؤخراً لأمراض السمنة أن السعودية تحتل المركز الأول في نسبة الإصابة بداء السكري على المستوى العالم العربي, وهي تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم في انتشاره!. ويقدر عدد المصابين بالسكري في المملكة ما بين 25- 28 %!, وذلك بحسب الجمعيات المختصة بالسكري في المملكة.
وحتى لو شكك البعض في دقة الأرقام والدراسات وحاولوا التهميش أو التقليل من أهمية القضية فإن الأرقام في حالة صعود دائم وليس هناك مؤشرات حقيقة للهبوط.
البعض منا أن لم يكن أغلبنا يعرف أن الأسباب وراء ذلك هو التغيير المتنامي في نمط الحياة الغذائية, و إضافة إلى ذلك قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة, والانقضاض وبشراهة على المأكولات والوجبات السريعة وساعد في ذلك الدعاية المحمومة لها, وأضف ذلك الإكثار من المشروبات الغازية, والأكل المشبع بالدهون الحيوانية وغيرها من الأسباب.
كل ذلك يدل على أن نمط حياتنا الطبيعي في الأكل والشرب قد تغير فلذلك لابد من وقفة جادة على المستوى العام والشخصي حتى نتدارك الأمر قبل أن يخرج من أيدينا.
أولاً على المستوى الوطني لابد من تكثيف حملات التوعية والتثقيف فهي سلاح فعّال, وأن لا يقتصر ذلك فقط على اليوم العالمي للسكري بل لابد من دورات متكررة على مدار السنة وعلى كافة المستويات في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية والشركات لأن الدلائل تشير إلى تفشي المرض ولابد من مجابهته فهو يعد من أهم التحديات للقطاع الصحي في المملكة.
وأما على المستوى الشخصي فبعض التغيرات الجدية في أسلوب الحياة الغذائية والجسمانية قد ينفع كثيراً. وأعتقد أن الحل أولاً في قوله عليه الصلاة والسلام\” ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه \” , وقد جاء في الأثر \” نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع\”. وثانياً علينا أن لا ننسى نصيبنا من الحركة و الرياضة فهي أفضل علاج للجسم من الأوجاع والأمراض, و صدق من قال في الحركة بركة.
التصنيف: