المشهد السياسي في الصومال
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمود محمد حسن[/COLOR][/ALIGN]
تشهد الساحة السياسية الصومالية حراكاً شديداً، بعيداً عن أعين العامة، لكن أزيزاً كأزيز خلايا النحل يدور داخل أروقة الكيانات السياسية القائمة، يمكن للمنصت الهادئ أن يسمع دويَّه دون عناء.واللافت حقاً ما يحدث من تراجع في مستوى الوفود الطائرة من جنوب البلاد، لإجراء زيارات لدول الجوار وغيرها، وما ناظره من محاولات قيادات سياسية معارضة لها وزنها بأرض الصومال، للتحرك بشكل انفرادي في سيناريو إجمالي، رغم ما حوله من غموض يشي بتغيرات دراماتيكية، ستظهر خلال أشهر الصيف القادمة، ليدخل الصومال قاطبة في عصر جديد، لا زالت بشائره تثير قلقاً شديداً، لكل من لم يستطع منح ثقته حتى الآن للقادة السياسيين الحاليين إجمالاً.ولأن المتابع المنصف، لا يمكنه تعميم حالة الضلال، وانعدام الوعي لمجمل أبناء البلد، فإن الانسياق الأعمى لحملات إعلامية يتقصد أربابها إثارة المخاوف، وترسيخ انعدام الثقة بين مكونات الشعب الصومالي، سواءً ما كان ضمن أراض ذات تبعية اسمية أو متنازع عليها مع الحكومة الفيدرالية الضعيفة، أو ما يحدث في \”أرض الصومال\” المعلنة من طرف واحد، لا زال القاسم المشترك والمفضل، لكل من يريد أن يضع يده، على دلالات قتامة المستقبل القادم الذي ستنجلي عنه أمطار \”المانسون\” الذي بدأ يهطل بغزارة على طول بلادنا وعرضها.
إن حالة التحلل التي يعيشها الواقع السياسي الصومالي منذ قيام الدولة، وما رسخه الشحن القبلي في فترة النظام الدكتاتوري البائد، والتي آتت ثمارها علقماً نضرسه حتى الآن، لا زالت خصبة منتجة، وتستعد لتطرح غلتها هذه المرة بشكل قد يمسخ تاريخ \”بني صامل\” إلى أبد الآبدين.
التصنيف: