المساءلة والتصحيح
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الشريف خالد بن هزاع بن زيد [/COLOR][/ALIGN]
بالتأكيد لن أضيف شيئا جديدا على ما قيل ويقال بالكلمة والصوت والصورة مما يصعب محوه أو نسيانه عن المأساة المروعة لجدة وأهلها، ورعب الذين صارعوا الموت ثانية بثانية.. وربما نسينا سؤالا افتراضا لا نتمنى حدوثه وهو : ماذا لو كانت هذه الأمطار في يوم دراسة (لا سمح الله) مثل أيام مطر سابقة.. كيف سيكون مصير العودة مع سيول لم تجد غير الشوارع والمباني وبيوت الأودية والعشوائيات ممرا ومصبا؟!. ولأن الإجابة مرعبة حتى في تصورها.. نترك التساؤلات مفتوحة ونحمد الله على لطفه.
أما الملفات فهي مشرعة أمام اللجنة التي وجّه بها راعي الإصلاح الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز، بقرار تاريخي عاجل..عظيم الدلالة والمقاصد في التعامل الفوري بما تستحقه أسباب الفاجعة من محاسبة.. ومواساته لذوي الضحايا بما يستحق الشهداء من هذا الوطن الكبير.. وقد بدأت اللجنة عملها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المعهود بحزمه وعزمه في الشفافية والإصلاح الإداري.. والحمد لله أن أسباب المأساة لن تقيد ضد مجهول مثلما قيدت من قبل أخطاء كثيرة.. أصبحت مثل \”لفة الخيط\” نعرف أولها ونتمنى أن نرى آخرها.
أزعم أن العبد الفقير إلى الله، أكثر من كتب خلال الشهور الماضية بين تلميح وتصريح عن مخالفات تصل إلى حد الفساد.. وأشرت إلى أمثلة كانت تشكو أنيميا المعيشةوأصبحوا لامعين ونافذين في سوق الأراضي والعقارات والبزنس. ولا يهم أن رواتبهم الرقم الأضعف في دخلهم، لأن لديهم شفاطات ومضخات أهم.. لذا نتمنى لو روجعت حسابات البعض (وتاريخ طفرتهم بعد طفرهم) وشركات مستترة يقتنصوا لها مصالح ومشاريع حكومية (تفصيل) بملايين الريالات، منها عقد مهرجان جدة في إحدى سنواته.
وكتبت عن أحياء منسية في المرافق.. وتجاهل مشاريع تصريف الأمطار.. وعقود لا تتوقف لحفر (وزفلتة قشرة) ومشاريع تأخر تنفيذها، وكباري توقفت لسنوات لاكتشاف عيوب فنية خطيرة بعد هدر عشرات الملايين عليها وضياع المواصفات بين مقاولي الباطن.. ونقلت تساؤلات الكثيرين عن مصير أكثر من مليار ريال أمر بها الملك سدد الله خطاه.. خصصت لمكافحة أسباب حمى الضنك، وانتهى المليار وطلبوا زيادة فيما الإصابات في زيادة!!.
وتساءلت أكثر من مرّة : كيف يمكن توظيف غير سعوديين بأمانة جدة ورواتبهم فوق العشرين ألف شهريا للواحد باسم (استراتيجية تطوير الموارد البشرية) بينما موظفون سعوديون يحاربون في وظيفتهم وإلى اليوم من (لوبي المصالح الخاصة). وبالمناسبة الكشوف موجودة لمن يطلبها (ونشر هذا بصحيفة المدينة مع تقرير مخالفات رصدها فرع هيئة الرقابة والتحقيق بالمنطقة)
أيضا سؤال يتردد على كل لسان: لماذا وكيف اعتمدت مواصفات ووقعت عقود نفق الملك عبد الله بأكثر من 130 مليون ريال دون خطوط تصريف لمياه الأمطار.. مع أنها أول ما يطلب في مواصفات الإنشاء ويسأل عنها عند التسليم؟! ناهيك عن نفق الجامعة الذي لم يفكر أحد في خط تصريف له، ويسلكه الآلاف يوميا حتى تحول هذا وذاك إلى مصيدة للموت.
كتبت عن كل ذلك وكان الرد بتصريحات عن أرقام سمعناها ألف مرة عن عدد الحدائق وعدد الشجر في شوارع معينة (انتقائية vip) بينما واقع شرق جدة وجنوبها ( غير )!.. وبكل أسف ظن البعض أنها مسألة شخصية..فيما كنت أنبه إلى حماية المال العام المهدر منه والمفقود.. ففداحة مأساة جدة كشفت الركام وفضحت العلل وحان وقف سرطان الفساد.
نقطة نظام:
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته).
التصنيف: