المحسوبية في المناصب
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
لا أتحدث هنا عن المناصب العليا والتي يصدر بها أمر سامٍ ولكن المقال يختص بمن هم من تحت تلك المراتب أو ما يسمى بالإدارة الوسطى والتي هي في علم الإدارة الإداة المؤثرة بالسلب أو بالإيجاب لأنها التي ترفع الواقع للسلطة العليا وتستلم التعليمات منها، وفي حال انعدام الجدارة قد تغير الحقيقة في الحالتين.
مشكلتنا أننا وبكل ما نعانيه في واقعنا المعيشي وما نفقده من ثروة الوطن بسبب هذه الفئة لا يزال هنالك من يجامل في تعيين بعض من لا يستحق البقاء حتى موظف في الدولة ناهيك على أن يكون مسؤولاً في مثل هذه المناصب، هذه المشكلة لا يتحملها الوزير ومن في المرتبة الممتازة عندما يقومون بتعيين مثل هؤلاء فقط، فالصحافة أعتبرها من أكثر الجهات في تحمل المسؤولية عندما يطبل بعض الكتاب ومسؤولي التحرير لذلك المسؤول الضار بحكم أن موقعه يحتاج إليه الكبار والصغار لأن الإدارة التي يعمل فيها لابد وأن تجد لك حاجة لديها فتجدهم يهللون به لكي يهتم بهم وبسقطاتهم هم وعوائلهم.
كذلك يأتي المجتمع وبالذات من نسميهم الوجهاء أو النخبة، فهم لا يختلفون عن الصحافة بل يزيدون في الضرر، فتجدهم إذا ما جاء من يطبق النظام عليهم يبدؤون في التحدث عنه بالسوء ولأنهم يقابلون كبار المسؤولين أو حتى الحاكم الإداري فلا يخلوا كلامهم عن أن هذا المسؤول غير كفؤ وتجده في الحقيقة هو الأكفأ، والعكس صحيح عندما يمجدون لذلك المنشار الذي باع دينه وأمانته إرضاء لهؤلاء ضد الضعفاء ولكنه يصبح بهم من الأقوياء.
أغلب مشاكلنا وما نعاني منه في حياتنا اليومية، المشاريع المتعثرة، السائقين الذين لا يعرفون أبسط مبادئ القيادة ويتخرجون من أحواش تسمى مدارس، الأفكار التي في شكلها تطوير وهي سرقة لجيوب الناس وما شابهها سببها المجتمع وبالذات الصحافة والوجهاء ومن يتبعهم من أفراد المجتمع البلهاء الذين يمدحونهم بسخاء ولا يعقلون أنهم يجلبون لأبنائهم العناء، فلتصحوا أيها الناس لأنفسكم وما تفعلوه في يومكم وليلتكم فلا أحد يستطيع حمايتكم من شر أنفسكم الأمارة بالسوء والتي تجلب للمجتمع كل هذه المتاعب والحل يكون بالاعتراف بهذا الطبع المتأصل الذي يجب قطعه من الجدور قبل ذهابكم للقبور.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا
التصنيف: