اللهم آمنا في أوطاننا

Avatar

إبراهيم زقزوق

نحن الآن في أشد الحاجة للإصغاء والانتباه ونريد أن نتفق على كلمة سواء كلمة حق.. وفرق بين كلمة حق وكلمة حق أخرى.. فكلمة الحق التي نبغيها هي تلك التي يجتمع عليها أبناء الوطن الواحد والدين الواحد ومصدرها كتاب الله الكريم وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.. فقد صدق القول. أن أعرفوا الرجال بالحق ولا تعرفوا الحق بالرجال.. فنحن نريد كلمة حق في الوطن. لذلك لا بد لخير الأمة حب الوطن في الدرجة الأولى.. فحب الوطن من الإيمان.. والقيام بواجب الوطن. في اطاعة الأوامر.والشرع والقانون ويساعد على تنفيذها. والطاعة لا تكون على الرهبة وحدها وإنما نطيع الأوامر على الرغبة في الاطاعة.يطيع الشرع لأنه مقتنع بما في طاعته عن خير وحق.
نريد من كل مواطن في هذا البلد الحبيب أن يحتكم – إلى ضميره فلا يتحين أحدٌ أية فرصة للانفلات من حدود النظام والقانون.. والحاكم راع لشعبه حافظ لعرضه وماله.. مؤتمن على مصلحة مواطنيه، فالحفاظ على الوطن واجب كل مواطن ومواطنة فلنا عبرة بما حدث لغيرنا في تونس ومصر وها هي ليبيا.فالقتلى والجرحى في تلك الأوطان سقطوا بالمئات والجرحى بالآلاف .. لا تصدقوا أن ما حصل في تلك البلدان اقنع ضمائر هؤلاء بعد سقوط القتلى والجرحى.ولكنها فئة استعذبت الخروج على القانون واتخذت من سفك الدماء صناعة ووضعوا بلادهم في خطر داهم إن لم يقفوا في سبيله سقطوا إلى الهاوية واصبح الناس لا يأمنون على أنفسهم في غدوهم ورواحهم.
فلا بد أن نحمد الله سبحانه وتعالى على طمأنينة النفوس في بلادنا العزيزة. ولست أخاطبكم أيها المواطنون بلساني وحدي.. إنما أخاطبكم بلسان الأبناء. في بلادنا العزيزة.. وبلسان الآباء والأمهات وباسم الزوجات، إننا أمام صورة صارخة مجنونة من صور الخروج على القانون فيما يحصل عند غيرنا.. فلا بد أن نطيع علماء الدين في بلادنا وما ورد في بيان هيئة كبار العلماء وبيان وزارة الداخلية اللذين صدرا أخيراً بتحريم أي شكل للتظاهر.
حقاً انها فتوى حق وهي التي نبغيها كلمة حق ستمنع أخطار الفوضى والتظاهر.. فهي ترد عن البلاد بؤساً وشقاءً تكون المظاهرات مجلبة له، نحن نفهم أن يقوم رجال الأمن بإلقاء القبض على هؤلاء الأشخاص المتظاهرين.. الذين ربما يتسببون في قتل الأبرياء..
ويجب أن يعلم الطائشون أن اللعب بالنار فيه أذى وألم وحرق وسقام. فلا تنحدر نفوسكم أيها الشباب في مأوى الإثم والجريمة. فأخاطبكم وأناشدكم طهر قلوبكم .. فالشعب هنا تعود أن ينام آمناً مطمئناً في حراسة الله عز وجل ثم تفاني ويقظة الأمن الساهر على حياتنا الكريمة .. فالحق ميزة لدى صاحبه يجعله ينام ليله مرتاحا.. ونسأل الله تعالى أن نبقى دائماً على طريق الحق. وأن تصان كرامتنا وأن يحفظ علينا وقارنا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وإنني وأنا أبدأ نصيحتي لاخواني المواطنين أن يكونوا واسعي الاطلاع شجعاناً في ابداء آرائهم ومطالبهم بالطرق التي تعودنا عليها في حياتنا والأبواب مفتوحة في هذا الوطن العزيز.وهذا ميزان الحق. والقدرة على أن يدلي كل مواطن بمظلمته لتقوم الدولة بتذليل العقبات التي تعترضه في سبيل الحق. وألا يخشى أن تنتشر سحابة – أمام المسؤولين فترصف أذنهم عن الإصغاء وفي ذلك من الخطر ما لا يخفى.
وأنصح الشباب بأن يحتفظوا بكرامتهم وكرامة أسرهم. فنتيجة التهور الذي حدث في بعض البلدان العربية جعلهم يدفعون الثمن غالياً.فإن كان للشعب على الحاكم حقوق فإن للحاكم على الشعب حقوقاً أيضاً وأول هذه الواجبات التي على الشعب أن يطيع أوامر الحاكم والنظم المعمول بها في البلاد ويساعد على تنفيذها وليس الغرض أن يطيع الشعب على الرهبة وحدها. ونريد أن نطيع الحاكم على الرغبة لأننا مقتنعون بما في طاعته من خير وحق ولا بد أن نحتكم إلى ضمائرنا فلا نتحين أية فرصة للانفلات من حدود الشرع والنظام ونتهرب من العقاب. والله ولي التوفيق.
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *