الكراسي والمراكز البحثية العلمية آمال وتطلعات

أ. د. حسن بن محمد سفر•

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ. د. حسن بن محمد سفر•[/COLOR][/ALIGN]

تعتبر الكراسي العلمية تواصلاً معرفياً بين الامم والشعوب في مختلف التخصصات والايضاحات عن انظمة وقوانين وشرائع تتلاقح فيها الافكار والحوارات لفهم الآخر لنا وفهمنا لغة وخطاب الآخر وانها لعمري احد الروافد الثقافية والحضارية لمنهج الامة الاسلامية . \” وما ارسلناك الا رحمة للعالمين\” وهذه الكراسي التي افتتح معالي وزير التعليم العالي الاستاذ الدكتور خالد العنقري ملتقاها الاول هي اشعاعات نورانية وعطاءات تنبثق نشاطتها من اهتمام ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وفقه الله وولي عهده في مجال الكراسي والمتعلقة بالاسلام شؤون وشجون يبرز دور المتخصصين نحو العطاء الرباني لهذه الشريعة فينقل هؤلاء الذين انيط بهم مسؤولية النقل التوضيحي لمفاهيم الشريعة الاسلامية وترجمة ما يلصق بها من ظلم وكراهية الاخرين لها بسبب الاساءة المتعمدة فيجب التصحيح لدى الغير خصوصا فيما يجري لوك الالسنة به حول العنف والارهاب ودار الحرب والجهاد كل هذه نسمعها في ادبيات الغرب على مدار الاسابيع والسنين فتأتي مهمة العالم والمفكر والمحاور في وضع منهجية توضيحية تقوم على الحوار واذابة الجلطات الدموية والعصبية لدى الاخر بسبب سوء سلوك من يستخدم الدين لخدمة الاغراض والمصالح الشخصية والنفع المادي مستخدمين موجة الدين وتسخيره للاكل والعيش فينال الغربي من الشريعة و؟؟؟؟؟؟ الحكم دون الاستقاء من المصارد الاصلية للاسلام ومصاعد الشريعة. والمملكة انطلاقا من دورها الريادي والمكانة الكبيرة لملكها المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز وبتوجيه منه دائما ما تتسابق قبل الاخرين الى ايضاح الصورة الصحيحة عن الاسلام عقيدة، وشريعة، ونظام، اخلاق وسلوك لان في هذه الرسالة الدينية والواجب الشرعي السياسي ينتج مد لجسور التقارب ولغة التفاهم وبلورة خطاب شراكي ينشيء وحدة من الالتقاء والتألق وابراز دور سماحة الاسلام في تعامله مع الاخر في سياسة تقوم على مبادئ العدل والسلم والسلام التي ولدت مع الشريعة في فقه العلاقات الدولية الاسلامية ويمكننا ان نشير الى اهمية الاهتمام والتشجيع لها في الاتي :
اولاً: ان الاسلام لما كان رسالة عالمية للناس جميعا وفيه ابراز لعطاء وخدمة الانسان وكفالة حقوقه فإن الواجب يتجلى في تكثيف الجهود والاهتمام بهذه الكراسي والمراكز العلمية وانشاء مؤسسة كبرى تهتم بالكراسي والمراكز لها امانة عامة تتابع التطوير والتغير في منهجية هذه الكراسي بما يلائم اطلالة القرن الواجد والعشرين ورصد الشبهات والرد عليها بالحوار والحكمة والموعظة الحسنة.
ثانياً: ومما يحمد لوزارة التعليم العالي برعاية معالي الوزير المتابعة للاوضاع وخطط هذه الكراسي وتلكم المراكز لتعزيز الدور الحضاري لها وتوظيف رسالتها في خدمة الدين الاسلامي والمسملين واقامة العلاقات الحوارية الاسلامية الغربية.
ثالثاً: في ظل متابعة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين في تمويل الكراسي لتؤدي دورها الريادي يحسن بنا ان نشير الى ضرورة رسم خطط لهذه الكراسي لمزيد من الانفتاح وتجسيد الروح الاسلامية لخدمة مهمات هذه الكراسي.
رابعاً: ضرورة ايجاد آلية تفعيلية تساعد على النقل والانتقال الفكري والحضاري بين المجتمع الغربي والمجتمع الاسلامي ليساعد ذلك على الوصول للغايات من هذه الكراسي والمراكز لتخلق جيلاً متقارباً يحمل صورة الاعتدال والوسطية التي ركز عليها مصدر التشريع الاسلامي الكتاب والسنة.
وبعد: فقد حققت وتحقق الكراسي العلمية ومراكز البحث العلمي في العالم الغربي فوائد كثيرة قد تكون مثمرة على الاقل في خلق جو من التعاون وتبادل النفع العام لشعوب الارض جميعاً، فبارك الله لجهود مبذولة في خدمة الاسلام والمسلمين واظهار صورتهم في الغرب الاسلامي والاوروبي بصورة مشرفة فالبدار البدار لدعم وتشجيع هذه المراكز والمشاركة في توعية الاخرين وقربهم وقربنا منهم والله الموفق.

أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة
المقارنة محكم قضائي عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *