القناعة والبساطة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن عمر عبدالرحمن خياط[/COLOR][/ALIGN]
جاء في الاثر \”القناعة كنز لايفنى\” وفي الامثال \” من قنع شبع\” والذي لا يرضيه القليل لايكفيه الكثير ولله در القال \”ما كل ما فوق البسيطة كافيا .. واذا قنعت فأي شيء كاف\” وفي الحديث الشريف \” من يرد الله به خيرا يفقه في الدين\” واللهه انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا ، والادب مقدم على العلم . قال الشاعر \” كن ابن من شئت واكتسب ادبا .. يغنيك محموده عن النسب\” والعلم اعظم ابواب الدين واسباب القرب من رب العالمين وبه يعرف العبد نفسه فيعجز. ونقصه وذله وفقره ويعرف ربه وكبرياءه وغناه عنه وفضله عليه في جميع امره اذا العلم الذي لايثمر هذه الثمرة ولاتنمو به المعرفة ليس من علوم الدين بحال، وانما هو قيل وقال، وهو اذا لم يفد الهوى والنور واليقين فهو وبال وبور ومن صفات المنافقين .
وفي مصر كان الناس في المناسبات الدينية وغير الدينية يخرجون جماعات وزرافات الى حيث تقام الاحتفالات الى الازهر والحسين والسيدة زينب وحلوان – والكل مبتهج ومسرور – من كل الطبقات وكان من بين اصدقائي بالقاهرة رجل صعيدي \”عنده نوبة الليل بجراند أوتيل\” وكنت احبه لإخلاصه وكنت انتظر اجازته لنجلس في اي مكان يختار مرة سألني \”هل الشقاوة سر الحلاوة أم العكس ؟\” فرددت عليه مما تعلمته \”اراهما لايفترقان عن بعضهما فلولا الشقاوة ما كانت الحلاوة وبالعكس\” وبالطبع لا هو يعني ولا أنا الشقاوة التي تقود الى الهاوية وكنت ارى السعادة بين الفقراء اكثر، ومع ان ا لمادة عصب الحياة الا انها ليست هي كل شيء.. وقد لمست هذا وعشته \” ألم تر ان الفقير يرجى له الغنى.. وان الغني يخشى عليه من الفقر\”
وفي الجملة الغنى في القناعة والسعادة في البساطة – ويقول القائد الفرنسي نابليون بونابرت \”إذا لم يكن ما تريد فارد ما يكون – اي كن واقعيا ولا تسخط فإنك ان لم تكن كذلك فالقدر نافذ لامحالة\” وفي الحديث القدسي \”ياعبدي سلم لي فيها أريد فان لم تسلّم لي فيما اريد اتعبتك فيما تريد ولايكون الا ما اريد \” واختصاره \”سلم تسلم\” وانما امره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، وتقول العامة \” إذا لم ترض بما قدّر الله ، فهل في مقدورك التغيير؟\” والرد طبعا بالنفي – قال تعالى \” نحن قدرنا\” وفي موقع آخر \” نحن قسمنا\” واللهم اقسم من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك وارزقنا القناعة وبارك لنا واسترنا في الدارين فأنت حسبنا ونعم الوكيل ولك الحمد في كل الاحوال والحمد لله وكفى..
التصنيف: