القمة العربية في ظل الاتفاق
لقرب انعقاد القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين المقرر عقدها في المملكة الاردنية الهاشمية يوم 29 مارس الحالي كشف ملك الاردن ابرز الموضوعات التي ستركز عليها القمة ومنها:
القضية الفلسطينية والازمة السورية والاوضاع في العراق وليبيا ومحاربة التطرف والارهاب .. أكد جلالته على ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك وتوحيد صفه في هذه الفترة المفصلية مما يمكن الدول العربية من مواجهة التحديات وخصوصا في ظل ما يشهده العالم من متغيرات سياسية .
وعن عملية السلام اوضح جلالته انه من الضروري إنهاء الجمود في العملية السياسية واعادة اطلاق مفاوضات جادة تفتح آفاقا سياسية للتقدم نحو الوصول الى حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين.
وفي خبر سابق من القاهرة طالب كبير المفاوضين الفلسطيني صائب عريقات القمة العربية بالتصدي للحل الاقليمي الامني الذي يطرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتنياهو بديلا لحل الدولتين معربا عن ارتياحه لتشديد القمة المصرية الاردنية التي عقدت يوم الثلاثاء 12 مارس 2017م على التمسك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وكشف عريقات لصحيفة الشرق الاوسط عن رسالة بعث بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الادارة الامريكية تؤكد التمسك بخيار الدولتين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية المحتلة عام 1967م وان مبادرة السلام هي السقف النهائي للسلام وانهاء الصراع.
هذا وقد تواصلت الاتصالات الفلسطينية مع الادارة الامريكية وكان أولها زيارة مدير المخابرات الفلسطينية الى واشنطن ولقائه عدداً كبيرا من المسؤولين وبعدها جاء رئيس (س آي آيه) وكان لقاءً مفيداً ثم تلقى عباس اتصالا من الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى زيارة البيت الابيض وسيتم تحديد موعد الزيارة، ثم التقى الرئيس الفلسطيني مبعوث الرئيس ترامب لاستجلاء كثير من القضايا، والكل يعلم ان القضية الفلسطينية في رأس جدول أعمال القمة العربية وهي قضيتهم الأولى في كل انعقاد.
وأتمنى أن يتدارس العرب مجتمعين في هذه القمة ما سيحقق حل الدولتين وكذلك الأمنية تتجه الى توحيد مجهوداتهم في دمج رجالات فلسطين في الضفة الغربية وغزة ودعمهم للصلح حتى لا تكون الفرقة سبب في تأخر حل الدولتين.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنني أرى لاستمرار التعنت السوري في مواصلة القتل والدمار ان تقطع علاقات الدول العربية مجتمعه مع دولة بشار قطعا باتا حتى يتم إنهاء حكم بشار.. وعن العراق فقد كتبت سابقا في 26 ديسمبر 2005 العدد 17956 بعض النقاط التي تخدم استقرار العراق وتهدئة الاحوال في كل مدنها وانني أكرر لابد من وضع التيارات المتحاربة في حوار صريح يحقق اللحمة الاخوية فيما بينهم واختيار عدد من المسؤولين في مناصب وزارية تنهي التشاحن والبغضاء فيما بين الشعب الواحد والاتجاه سويا لمحاربة الدواعش الرافضة والعمل بعد ذلك على استقرار العراق بعيداً عن الانقسامات والصراع الطائفي والتفجيرات المدوية والمستمرة بين فترة واخرى وفي ليبيا حيث صراع على السلطة وبسط النفوذ يسعى الفرقاء الى تقسيم البلاد ويا حبذا لو توجه الدعوة الى عقد لقاء مصالحة بين الاحزاب المتصارعة في مكة المكرمة وفي بيت الله الحرام لننهي بذلك الخلافات المستمرة والنهوض بدولة بين ظهرانيها إخوة يعملون لإصلاح ما يمكن اصلاحه بدعم من الدول العربية ومنعا للتدخلات الاجنبية وغيرها من مشاكل .. فاليمن حدث ولا حرج من تدخل إيراني يسعى مستمرا لبسط نفوذه للهيمنة على كل اليمن عبر مجموعة خارجة عن الدين الاسلامي في تقتيل الإخوان والأبناء والأمهات والعجزة وتدمير كل المدن.. ومشاكل الجزائر والمغرب والبوليساريو والامارزيغ.. سنين طويلة لم تنته ويجب على القمة وضع حلا لإنهاء كل الصراعات.
يا حبذا لو اتفق المجتمعون على تكوين جيش عربي يقوم بايقاف المجازر والقتل ومنع كل من تسول له نفسه بقتل الاخرين لغرض المكاسب الدنيوية عبر تكوين لجنة في كل منطقة تحدد اعدادها حال حدوث الاعتداء على الآخرين ويكون مقر تجمعهم في إحدى الدول لاجتماعهم وتوجيه الدعوات للأحزاب المتقاتلة للصلح .. هذا وبالله التوفيق.
التصنيف: