القادةُ و الشعوب..
بين (علمٍ) و (إدراكٍ)
محمد معروف الشيباني
فرق كبير بين أن (تعلمَ) شيئاً و أن (تُدركه).
فالأولى تَلَقّي معلومةٍ و تخزينُها ذهنياً. و الثانيةُ تحليلُها و ربْطُها و إستنتاجُ أبعادها. فكم من (عالمٍ) غيرِ (مُدرِك)، و كم من (مُدركٍ) غيرِ (عالم).
و من (العلمِ) و (الإدراكِ) ينبثقُ (العملُ) البنّاءُ الذي يُفترض أن يكون نِتاجَ (علمٍ مدقّقٍ) و (إدراكٍ ناضجٍ واعٍ).
(تدركُ) شعوبُ الخليج أنها (مستهدفةٌ) بأحابيلِ الأطماع و التآمر خارجياً و داخلياً..لكنها (لا تعلمُ) تفاصيلَها و دقائقَها رغم دنُوِّ الأخطارِ منها يوماً بعد آخر.
وحدهم قادتُها (يعلمون) تفاصيلَ ذلك و (يُدركون) آفاقَه و أبعاده عليهم و على شعوبهم و كياناتهم. فعندما يقررون (أمراً) فإنما يستخرجونه من مكنوناتِ (علمِهِم) و فَيْضِ (مداركِهِم).
لذا تتعلق شعوبهم اليومَ بهم مبتهلةً لله أن يريهم الحق و يعينهم على إتباعه و أن يحفظ الأوطان و الأمن و الإستقرار..و يَرد كيد العادين و الطامعين في نحورهم.
التصنيف: