يتوظف المرء لسد الحاجة الحياتية في بادئ الأمر ثم يجد نفسه أمام مسؤوليات وتحديات مختلفة قد لا تخطر على باله عندما بحث عن العمل أو الوظيفة فقد لا يفكر أصلاً في نظام التقاعد مثلاً فالبعض يعتقد أن الوظيفة تلازمه حتى الممات الخ.
طبيعي بعد المباشرة يطلب منه بعض الشروط والواجبات كالإخلاص في العمل والعدل بين الناس والبعد كل البعد عن الاهواء والاغراض في أداء عمله ثم كبح جماح العنصرية ومبدأ الظلم والتحيز بكل أشكاله وألوانه، والأهم من ذلك المحافظة على ساعات وأوقات الدوام الرسمي فكل ذلك مطلوب منه ومفروض عليه بكل دقة واهتمام وكل تلكم الساعات هي من حق الواجب المطلوب منه تجاه عمله وليس له خيار أو ملك فيها!
فحقه وحريته بعد انقضاء ساعات يوم عمله فقط وعليه فهكذا تكون حالة الموظف الذي يخاف الله في أداء الواجب المقدس “خدمة الدين ..المليك والوطن” يلازمه أداء هذا الواجب بكل مسؤولية وطنية صادقة إلى أن يبلغ سن التقاعد أو هو يطلبه لأي ظرف من ظروف الحياة.
ومع هذا الأساس ومن هذا المنطلق يتغير كل شيء بعد التقاعد نظرة المواطن إلى المتقاعد على ضوء ما قدمه أيام الوظيفة .. ونظرة المتقاعد نفسه إلى نفسه بعد التقاعد فالمواطن الواعي يعلم أن هذا أساسي وطبيعي ومقبول فرضه النظام في الدولة ومن هنا يبقى للمتقاعد حبه وتقديره واحترامه وخاصة من كان ايجابياً في عمله والعكس بالعكس لا قدر الله والدولة من شأنها احترام هذا المتقاعد والاهتمام به وعدم نسيانه في كل الأحوال والمناسبات فهو مواطن قبل كل شيء أدى واجبه على الوجه المطلوب منه حتى شاءت الاقدار أن يترك العمل لغيره ويرتاح ليبدأ مشوار حياة خاصة أخرى وهذا يرجع لشخصيته وإرادته بعد الله.
أما نظرة المتقاعد إلى نفسه فهو أدرى ولابد من العودة إلى الماضي فعليه أن يتذكر ما فيه وماذا قدم فإن كان ايجابياً وفيه مراقبة الله في كل أعماله وخطواته فسيجد الناس كل الناس من حوله تحبه وتقدره وتساعده أما هو فبالتأكيد أنه قد رتب أموره وما حوله استعداداً لذلك اليوم غير المستغرب ليستمر في العطاء الوطني المطلوب إلى ما شاء الله. وعلى هذا الأساس تسير اموره وتتعدل بكل يسر وسهولة.
أما السلبي في عمله قبل التقاعد فسيجد الكل ينفر منه ويكرهه ويحتقره أساس ذلك ما بنى نفسه عليه في حياته الوظيفية للأسف وعليه فقد يندم وقت لا يفيد الندم. جعلنا الله وإياكم ممن يخاف الله ويتقيه في كل خطوة يخطوها حتى لا يقع في المحذور ويبقى مرفوع الرأس قبل العمل وفيه وبعده.. والله الموفق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *