[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ابراهيم معتوق عساس[/COLOR][/ALIGN]

هناك مثل شعبي جميل جداً يقول هذا المثل \”يد ما تسرق ما تخاف القطع\” نسمعه بين الحين والآخر من بعض المسؤولين عندما تتحدث معهم عن بعض السلبيات أو بعض التجاوزات في اداراتهم أو بصفة عامة فإن رد الواحد منهم على ذلك هو ان كل ما قاموا به اجتهاد ولا يستطيع أحد أن يثبت أن عملنا هذا كان لرغبة في مكاسب غير مشروعة ويضيف بعضهم انني لم أستفد من وظيفتي غير راتبي الشهري حتى سكن خاص بي لا أملك وسيارتي كما ترون لا استطيع تغييرها وحسابي في البنك لا يدخله غير الراتب الشهري ويوم 25 من كل شهر يصفر الحساب يقولها وهو صادق فيما يقول لأن سمعته بين المراجعين حسنة فلا يذكر اسمه إلا ويشار إلى انه موظف نزيه نظيف يخاف الله في عمله وفي هذه الحالة فإنك ان سمعت هذا المسؤول أو غيره ممن هم على نفس نهجه الطيب يقول هذه العبارة فلا تستغربها منه لأنه قد يكون نظيفاً حقّاً.
أما الغريب في الأمر أن يعرف عن موظف أو مسؤول أنه \”لص\” وأنه مستغل لوظيفته وللصلاحيات التي أعطيت له وأنه لا يمشي أي معاملة بدون أن تدهن له السير \”تدسيم شوارب\”.
ومع ذلك ان جلس في مجلس من المجالس ودار حديث لا يسره عن ادارته لأأو عن أي ادارة أو عن الرشوة بصفة عامة فإنه يقول بأعلى صوته يد ما تسرق ما تخاف والقافلة تسير ويزيد عليها ان الله يدافع عن الذين آمنوا وقد يكون من ضمن حضور المجلس شخص تعامل معه ويعرف أنه مرتشٍ نصاب ويكون قد تعامل معه في انهاء عدد من المعاملات بطرق غير نظامية وأنه قد دسم شاربه في آخر معاملة.ومع ذلك عندما يقول المسؤول المرتشي ان الله يدافع عن الذين آمنوا يشير إلى هذا الحاضر بكلمة كلامي صحيح أو غير صحيح تكلم أنت يا فصيح فيرد عليه الفصيح بصدق انك أفضل رئيس نعم مين يقول إنك غير أمين لم يسبق لي أن سمعت عنك إلا كل خير وفعلاً يد ما تسرق على قولك ما تخاف من القطع ولو كنت تسرق لرأيناك أكتع بيد واحدة فيفرح المسؤول بهذه الشهادة المزيفة ويعتقد انه قد رفع عن نفسه السمعة السيئة ويغادر المجلس فيلتفت الجميع إلى الشاهد الراشي ويقولون له بصوت واحد والله انك كاذب وما تخاف الله فيقول لهم ان هذا المسؤول لا يأخذ بيده قرشاً لأنه لا يتعامل باليد إنما يفتح درج مكتبه وأنا أضع في الدرج الدراهم والأمر ليس مقتصر علي فهناك غيري يعرفون كيف تفك شفرته لأي معاملة ومن كثرة الدراهم أعتقد أنه يحملها برجليه بدلاً من يده أو يحملها عنه الفراش الغلبان مع الجرائد اليومية إلى سيارته في كيس خيش وأحياناً يعطينا رقم حسابه في البنك نضعها في الحساب على أساس سداد قرض حسن له في ذمتنا فلا يستلم شيئاً لذلك يده لا تخاف القطع لأن الخوف على رجليه ومع ذلك تتم ترقيته دون تأخير ووضع يده على آلة التسجيل وقام بتشغيل أغنية \”الظالم يعينوه على ظلمه ويزيدوا المهموم على هموا\” ومد رجله وأخذ يدندن مع الشريط وهو يقول الظالم يعينوه على ظلمه وراح في نوم عميق.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *