الطلاق
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد لويفي الجهني[/COLOR][/ALIGN]
اطلعت على أعداد حالات الطلاق في تقرير وزارة العدل لعام 1433هـ حيث بلغ أجمالي صكوك الطلاق والخلع والفسخ المثبة في محاكم المملكة ( 34622) وحالات الطلاق لوحدها ( 29772)وهذا يعني إن هناك (82)حالة طلاق يوميا وطلاق كل عشرين دقيقة . أعداد كبيرة وتحتاج للدراسة ويجب ألا يمر هذا التقرير دون دراسة لبحث أسباب ومسببات الطلاق من قبل الباحثين والدعاة و المشايخ أئمة المساجد وذلك لتوعية الناس وإيجاد الحلول والطرق المناسبة للحد من ظاهرة الطلاق المتزايدة . فالطلاق أبغض الحلال إلى الله وهو من الشيطان حتى إن أفضل عمل يقوم به الشيطان حتى يرضى عنه عفريت الجن وكبيرهم هو التفريق بين الرجل وزوجته وذلك لأنه بهذا العمل يخرب بيوتاً وينهي الميثاق الغليظ والسكن والاستقرار ويشتت الاسرة والأولاد. فالطلاق يعد من أكبر وأخطر المشكلات التي تهدد كيان الأسرة لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع ولو رجعنا لأسباب الطلاق تجد منها مثلا عدم الالتزام الديني والأخلاقي لأحد الزوجين وذلك لتأثره بمغريات الحياة الجديدة من لبس وتسوق ووسائل اتصال ومخدرات وسهر خارج المنزل لساعات وقد تجد إن من أسباب الطلاق خلافات مادية أو أمراض صحية ونفسية أو الاعتداء بالضرب أو الاهانة والكلام الجارح والاتهامات والشك وعدم الثقة أو يكون هناك تدخل سافر من قبل الأهل في المشاكل الطارئة التي تحدث بين الزوج وزوجته أو عدم التساوي الثقافي والفكري والاجتماعي واختلاف العادات والتقاليد وهناك أسباب كثيرة جدا لكنها في غالب بعضها سهل ويمكن التغلب عليها لو غلبت الحكمة وكل اتخذ أسلوب الصبر على الآخر وذكر الله وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وفكر كل بالعقل والحكمة وبعد النظر وعدم نسيان العشرة والفضل والأيام والحكايات السعيدة بينهم وتذكر ان الطلاق أبغض الحلال إلى الله وانه بهذا العمل يقطع الأرحام وينهي حياة واستقرار الأسرة ويدرك ان كل مشكلة ولها حل بعيدا عن الطلاق .ودائما المتتبع لحالات الطلاق يجد أنها في الغالب لأسباب تافهة ودنيوية وبسيطة مثلا رجل طلق زوجته لأنها لم تعمل له الغذاء أو لأنها خرجت لمنزل أهلها بدون إذنه أو لأنها خالفته في الرأي وهكذا اغلب حالات الطلاق سهلة ويمكن التغلب عليها مع تحكيم العقل والصبر فالطلاق وضعه الله بيد الرجل وذلك لحكمة ولان الرجل غالبا يحكم العقل في قراراته وأيضا أمانة حملها الرجل والأمانة أمرها كبير فيجب عليه تحمل المسؤولية على أكمل وجه والصبر والتصرف بحكمة وعدم التسرع في النطق بالطلاق أو التهديد به والتفكير جيدا وطويلا وبتأنٍ وحكمة في كل الجهات والأمور ولايكون أحمق متسرعا متهورا يخرب بيته بيده إلا أن تأتي الزوجة بفاحشة مبينة والعياذ بالله ويتثبت من ذلك فآخر العلاج الطلاق وهو ابغض الحلال إلى الله والطلاق من الشيطان وغالبا مايقدم على ذلك إلا الأحمق الاندفاعي المتهور المتسرع ناقص العقل والدين والفكر . وأخيرا ادعو الباحثين والمشايخ والعلماء والحكماء والأدباء لعمل حملة توعوية للناس لوقف مشكلة ظاهرة الطلاق المرتفعة في بلادنا والتصدي لها وذلك للحفاظ على استقرار المجتمع فالأسرة النواة الأولى في بناء المجتمع أذا صلحت صلح المجتمع.
[email protected]
التصنيف: