الطريق سيعبد بالورد يوماً
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]
عند التأمل في تجارب الشعوب نجد أن كل حالة لها ظروفها الخاصة. فأيام الازدهار لها اسبابها، ومثلها أيام الانحطاط أو التدهور. لكن الشعوب لا تبقى على حالها بل تغير أوضاعها على الدوام. وقد تكون الهزات والظروف الصعبة وصدمات الكوارث أو الحروب أحد عوامل اليقظة والتنبه من الغفلة لكثير من الشعوب، وهذا مايحدث في اليمن اليوم. فالجميع راغبون في وضع حد للصراعات وشق الطريق نحو التنمية، وهذا هو أساس اللقاء في الرياض. ملفات الأمن مثل ملفات السلام، وملفات التنمية مثل ملفات المساعدة جميعها ستكون مطروحة على طاولة اللقاء. لكن المسؤولية من البداية والنهاية كما قالها الكثير من الخبراء والمحبين لليمن تعود على اليمنيين أنفسهم فالله لا يغير ما بقوم مالم يغيروا ما بأنفسهم. قد يطرح بعض المسؤولين في كثير من الاحيان ان العين بصيرة وان اليد قصيرة، وهو أمر صحيح بقليل من العون يمكن الخروج من دائرته.
فاليمن تحتاج الى إعادة نظر في المسألة الادارية، فالطريقة التي تدار بها مصادره وموارده هي التي تؤدي الى استمراره على حاله أو الخروج به من حالة الضعف الى ما يسمى بالقيمة المضافة. لا ينقص اليمن العقول المدبرة ولا الأيدي الماهرة، ولا الأرض الواسعة والمصادر السياحية والطبيعية المتوفرة، بل الطريقة التي تدير عمل هؤلاء وتجعل الصلة بين المعرفة والتطبيق متلازمة مع هدف الوصول الى التنمية دون الخروج في تعرجات سوء استخدام الديمقراطية وهامش الحرية المتاحة.
الورد في الطريق:
عندما تعطش المدن تبخل على نفسها بالزرع والورد وأشجار الزينة لكي توفر في المشرب والمغسل. ليست صنعاء وحدها التي تعاني من مشكلة العطش بل كثير من المدن اليمنية تتعلم اليوم كيف تصون قطرة الماء التي تتوفر بصعوبة.
منذ عشرين عاما وتحذيرات العلماء والمختصين تتزايد، ورغم عودة السدود الى كثير من المناطق، إلا أن العطش يستمر. السد الواحد لم يكن حاجزاً مائياً فقط بل كان نظاماً قانونياً وترتيباً لكمية المياه التي تتاح لكل حقل بشكل يرتضيه الجميع.
اليوم يتم إعادة الحاجز المائي في مجتمع بدأت ذاكرة أعرافه تمحى، فيسيطر القريبون من ماء السد على خطوطه وتمنع الحقول الأخرى من الحق المتساوي، فتكون النتيجة استمراراً للعطش أو هجراً للأرض.
وتنص الاعراف ان زراعة القات يجب ان تتم فقط في الاراضي المروية بمياه المطر، فيغلب الجشع وانعدام اللازام القانوني فتصبح الأرض المروية من الآبار مكاناً لزراعة القات ولا يكون حجم المأساة في تناول هذه النبتة كافياً رغم اضرارها الصحية والنفسية والاقتصادية بل تصبح ايضا اداة امتصاص للأحواض المائية التي تكونت عبر ملايين السنيين، وبهذا الاستخدام هي عرضة للجفاف.هذا مثال بسيط لمشكلات الادارة ومهما كانت المساعدات فلابد أن يصحبها نظام يعتمد على العرف أو القانون.
[email protected]
التصنيف: