الضغط يولد الضغط ثم الانفجار

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي عبدالله[/COLOR][/ALIGN]

الكل مضغوط والكل يضغط على نفسه ونفسه يضغط على الآخر والآخر يضغط حتى انه لا يعترف بالضغوط وكان كل شيء بدى مؤجلا إلى لحظة الانفجار الكبير الآت كما يبدو من واقع الاحوال بين فلسطين واسرائيل ..كم هو عجيب أمر السياسة انها لا تعترف بالجمود وكم هو سافل خطاب الاحتلال وحقير نفاق الدول التي تحابي وتمد يدها في الخفاء لارضاء اسرائيل المتمادية في غيها وطغيانها وعدوانها..ان الاهم في اهتمامات الاخلاق والسياسة لدى المؤيدين للاحتلال ضمان بقاء اسرائيل متفوقة استراتيجيا على العرب والمسلمين واحرار العالم وان وجودها يكلف الكثير للغرب الا انها احدى اهم عوامل الضغط الجبارة في المنطقة اذا ما اريد استثمارها وقت الحاجة.
كذلك البرهان الاقوى هو تطنيش السمع والنظر والكلام حول تمادي اسرائيل في مصادرة الارض الفلسطينية واقامة المستوطنات وتعذيب المخطوفين الفلسطينيين والاسرى في سجونها والاكثر من هذا تماديها في شن المعارك وقتل وهدم الحياة وترويع الناس لانهم نادوا بالحرية والاستقلال ؟
انظروا ما الذي سيحصل لو استمرت الضغوط وحميت الرؤؤس في وعاء شبيه بوعاء الضغط دون وجود متنفس ؟ شعبان يتصارعان في ارض تضغط عليهما بين محتل غاصب غاشم يريد كل الارض ويدمر الحياة بكل تفاصيلها وطرد ونفي واعتقال وحواجز تقطع اوصال المجتمع الفلسطيني من جهة وشعب فلسطيني يصمد محافظا على هويته من التدمير والسرقة والانتحال والتشويه يريد اقامة كيانه الوطني والسياسي على ارض الاجداد والآباء متحملا كل الضغوط ولا يزال يقاوم منذ اكثر من قرن من الزمن حرب الابادة التي تقودها اسرائيل ضده.
ومن المفارقات التي لا يقبلها الانسان والاحرار وترفضها قيم الاخلاق وتنبذها كل الشرائع والقوانين الانسانية تمادي امريكا في تضليل الراي العام وتغييب العدل لحل القضية الفلسطينية رغم انها اعتبرت نفسها الوسيط الاكثر تاثيرا على العالم وخاصة اسرائيل الا انها تراوغ وتماطل وتتهرب من فرض اي حل عادل بين اسرائيل وفلسطين.
وفي غياب الضغط العربي يتواصل الضغط الامريكي وينجح في تأخير قيام الكيان الفلسطيني إلى آجال لا يعلمها الا الله.
لقد قيل الكثير هنا وهناك في شان الموضوع الفلسطيني وقد احتملت فلسطين ما لم تتحمله شعوب الدنيا من ضغوط .
إن اكثر قضية احتملت المعاهدات والاتفاقات والتفاهمات والخطط والخرائط السياسية هي قضية الشعب الفلسطيني الا ان الضغوط جلها كانت تسخر وتوجه على الفلسطيني من حصار اقتصادي وجغرافي واجتماعي وفكري وتنقل داخلي او حتى خارجي واين ما توجه الفلسطيني يلحقه الضغط وتحاصره الاجهزة والدول وتمنعه من تصويب حياته كبقية البشر خوفا من قصيدة أو موال أو فكرة أو كلمة أو راي …يا لحظ الفلسطيني في كل تفاصيل حياته مضغوط في مخيماته البائسة وعلى الحدود وفي المطارات يلاحقه الموت والتهديد بالضغوط ومن كل الجهات الاربعة ياتيه الخطر ويتصدى له بالتصبر والابداع قد يحكم العالم يوما ما بعد ان تصهره نار القلق والحيرة والمخاطر قد يتعلم لانه يعلم ان الضغط يولد الانفجار ولكن ليس الانفجار الذي تتصورونه بل سيكون سلاحه وزاده الصمود والصبر والابداع.لأنها وحدها هذه الادوات والوسائل تفكك نتائج الضغط السلبية وترتقي بالفكرة الى مستوى الابداع المنجز والديناميكي إلى أبعد مما يتصور البعض.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *