في وداع الكبار حكمة وإنسانية وصمت ، هكذا كان وداع فقيدنا ووالدنا العم ساعد بن دخيل الله بن عبدالغني الجحدلي ، الذي وافته المنية بعد عمر ناهز المائة عام ، كان يقطع المسافات الطويلة بين ذهاب وإياب ، لأداء فريضة الصلاة في أوقاتها المحددة ،

وكان حريصا أن يحثنا جميعا ، بروح التربية الأبوية ، كان ذلك وهو يتمتع بكامل صحته ، قبل أن تنال منه تبعات كبر السن ، في منزله بجدة أو أثناء تواجده في ثول ، ليقضي جزءا من وقته بين أفراد أسرته ، ليعود لمقر عمله في سوق السمك ( البنقلة ) بجدة ، كما هو شأن الكثير من أولئك الرجال ، ومنهم والدي رحمه الله ، كانت لقمة العيش الكريمة الممزوجة بالكفاح ، شغلهم الشاغل لتأمين مستقبل أبنائهم ، يغريني الحديث عن الفقيد بالمزيد بما تحتفظ به ذاكرتي ، عن رجل يعرفه ممن جاوره وتعامل معه ، تعرفه خصوصية النصح بطيبة النفس ، والهمس في أذن من يريد نصحه ، تلافيا لإشكاليات يريد أن تنتهي بسلام ، محفزا من يريد نصحه ، بالهدوء والبعد عن الجدل ، لم أكن وحدي من يدعي تسامح الرجل وصمته ،

وإنما الكثير غيري ممن يذكره بأفعال الخير والرفق بالأيتام وحسن الجوار ، وتواضعه مع الاحتفاظ بالكرامة وعزة النفس ، لم يعرف عنه أنه دخل في خصومة ، مع بعيد أو قريب مهما كلفه الأمر ، وقد يتنازل عن قضية في سبيل أن لا يفقد عزيزا عليه ، وتلك هي أهم نقاط قوته ، التي كان فارسها بدون منازع ، فرحم الله والدنا وفقيدنا أسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء ، ويجعل قبره روضة من رياض الجنان ، وشكرا للجميع من تفضل بمواساتنا بالحضور أو الاتصال .
فاصلة :
آلمني كثيرا نقل الجثمان بعد الوفاة مباشرة ، لمستشفى خليص الحكومي والذي يبعد عن ثول مسافة 30 كم ، للحصول على تقرير طبي وكتابة شهادة الوفاة ، والعودة مرة أخرى للحاق بصلاة الفجر بجامع عمر بن الخطاب ، بالمركز الحضاري بثول ، للصلاة على الجنازة ومن ثم الدفن ، أوجه هذا التساؤل لسعادة الدكتور مشعل السيالي ، مدير عام الشؤون الصحية بجدة ،

وهو القيادي الذي يتمتع بتذليل الصعاب ، كما يثني عليه زملاؤه من الأطباء ممن التقيت بهم ، ألم يكن في مستوصف ثول ؟ من الكوادر الطبية من يقوم بإنهاء الإجراء وكتابة التقرير الطبي وكتابة شهادة الوفاة ، بعد الكشف الطبي ، أو حضور الطبيب المختص لمنزل الفقيد ، حفظا على كرامة وإنسانية الميت واختصارا للوقت.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *