الصلة بين البلدية وست البيت !
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
** أذكر أن والدنا وأستاذنا المؤرخ الكبير السيد أمين عبدالله مدني – رحمه الله – كتب قبل أكثر من أربعين عاماً مقالاً في جريدة المدينة واصفاً عمل – البلديات – وقد كان في يوم ما رئيساً لبلدية المدينة المنورة- بأن عمل البلديات مثل عمل ربات البيوت اللاتي يحتفظن بأواني الأكل والشرب الجديدة للضيوف فلا يقدمن لأهل البيت إلا في الأواني الأقل جدة، مع أن هؤلاء الضيوف نادراً ما يأتون زائرين.
تماماً مثل البلديات التي لا تقوم بتنظيف الشوارع وترتيب الأشجار إلا عندما يأتي مسؤول كبير إلى البلدة.
وهذا ما ذكرني بذلك الموقف الذي وقفه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة حيث فوجئ سموه وهو في طريقه إلى منزله في سلطانة بعمال البلدية يدهنون الأرصفة في ذلك الجو الصيفي الحار، رفع سماعة هاتف سيارته وسأل أحد المسؤولين لماذا يقوم هؤلاء بهذا العمل؟! فقيل له استعداداً لاستقبال الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – عندها صرخ سموه قائلاً: إذا كان لديكم إمكانية عمل هذا العمل لماذا لم تقوموا به من السابق، إن – الملك – ليس ضيفاً إنه يأتي لبلاده وهو يود أن يرى الحال كما هو ليعرف أين النقص ويقوم بسداده عليكم بسحب العمال فوراً.
وقد تم ذلك بالفعل، حيث شاهد – رحمه الله – أوضاع المدينة على طبيعتها فأصدر أوامره بتخطيطها وعمل طرقاتها وكباريها التي أصبحت الآن من أحدث شبكات الطرق في المملكة.
تذكرت هذا وأنا أشاهد تلك الحالة في تحول بعض الإدارات الحكومية إلى صورة جميلة تنظيماً وترتيباً عند زيارة المسؤول عنها .. إن هذا السلوك فيه من الخداع أو المخادعة ما يتنافى مع الحق والصدق مع النفس أولاً ومع المسؤول ثانياً.
رحم الله والدنا السيد أمين عبدالله مدني الذي حدد في مقاله ذلك العلاقة بين ربة البيت والبلدية. وهو تحديد فيه كل الصدق.
ورحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي كان خلف تلك المشاريع، ورحم الله ذلك الأمير النبيل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد الذي وقف بكل جهده وفكره خلف هذه الطرقات وتلك المشاريع الضخمة التي تتمتع بها مدينة المصطفى صلوات الله عليه..
إنها حكاية .. من حكايات الذاكرة..
التصنيف: