[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يحيى بن عبود بن يحيى [/COLOR][/ALIGN]

** لا اظن انني الشخص الوحيد الذي عشت اعواماً طوالاً مع أناس.. كنا نأكل معاً.. ونضحك معاً.. وندعي ان الحياة لن تستطيع ان تفرقنا ما دمنا نمشي فوق اديم المعمورة..
** لكن الايام كم كانت قاسية.. والحوادث كم كانت مؤلمة.. والحوادث الحياتية كم فيها من مفارقات عجيبة..
** لكنني هذا المساء والنوم فارق عيوني.. والشجن النفسي احالني الى (كومة) من الآلام والضجر والقهر.
** يا هو.. ماذا حصل؟
** اين اصحابي؟
** اين زملاء الحياة؟
** لكنني لم اجد بجانبي سوى احاديث راقبة لاحت على خاطري.. كنت قرأتها عن الامام الماوردي وهو يتحدث عن اقسام الاصدقاء.. بحسب ما يقدمونه من عون..
** لمن صاحبهم وما يطلبونه (مقابله) من استعانة فهو قسم الاصدقاء الى اربعة انواع..
1- منهم من يعين ويستعين.
2- ومنهم من لا يعين ولا يستعين.
3- ومنهم من يستعين ولا يعين.
4- ومنهم من يعين ولا يستعين.
(1) فاما القسم الاول الذي يعين ويستعين فهو (معارض) منصف يؤدي ما عليه ويستوفي ما له..
** فهو كالقمرض يُسعف عند الحاجة.. ويسترد عند الاستغناء وهو مشكور في معونته.. ومعذور في استعانته..
(2) واما القسم الثاني الذي لا يعين ولا يستعين فهو (متروك) فهو لا صدق يرجى ولا عدو يخشى فلا هو (مذموم) لقمع شره، ولا هو (مشكور) لمنع خيره وان كان باللوم اجدر..
(3) واما القسم الثالث: الذي يستعين ولا يعين فهو (لئيم) مهين.. فلا خيره يرجى ولا شره يؤمن.. فليس لمثله في الاخاء ولا في الوداد نصيب.
* قال بعض الحكماء: شر ما في الكريم ان يمنعك خيره.. وخير ما في اللئيم ان يكف عنك شره.
(4) والقسم الرابع: هو الذي يعين ولا يستعين فهو كريم الطبع.. مشكور الصنع.. وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء..
** فلا يرى ثقيلا في نائبة.. ولا يقعد عن نهضة في معونة..
** فهذا أشرف الاخوان نفساً.. وأكرمهم طبعاً.. فينبغي لمن وجد مثله.. وقل ان يكون له مثيل.. ان يثني عليه خنصره.. ويعض عليه بنواجذه..
** ويكون به ضناً منه بنفائس أمواله.
جدة ص.ب 16225

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *