الشيشة أمام الأب والأم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
كان المشهد امامنا عجيباً غريباً بل قاسياً جداً.. نظراتنا أخذت تتنقل متابعة ما يجري امامنا على هذه الشاشة \”الرهيبة\” من احداث متلاحقة تنعكس على وجوهنا نحن \”المتسمرين\” امامها في استسلام وذهول وان كان ما نشاهده \”الآن\” لم يكن جديداً الا انه يحمل الكثير من الحدة لوجداننا الذي ابتلى بهذا الكم \”التحريضي\” الهائل لسلوكياتنا التربوية حتى اصبحنا لا نعرف اين هو الخطأ واين هو الصواب.
كان المشهد هكذا.
يقف الابن في صلف امام والده مشوحاً بيده في الفضاء بل تكاد اطراف اصابعه تلامس انف ابيه وهو يقول له:
اسمع نحن لم نعد نصبر على كل هذا الذي تقوم به نحونا لقد كبرنا ومن حقنا ان تسمع كلامنا بل عليك ان تلبي كل ما نريد دون نقاش.
وقبل ان يتمالك الاب نفسه وهو يسمع \”فحيح\” ابنه تابع الابن كلامه قائلاً:
ان هذه الاموال التي تكدسها في البنوك أليست في النهاية لنا.. اذن لنأخذها الآن.
تماسك الاب واقتعد اقرب \”كرسي\” اليه وجسمه يرتعش كأنه في عاصفة او اصابته حمى شديدة.
يتغير المشهد على صورة اخرى.
فتاة في بداية العمر لم تتخط العشرين من عمرها تقف امام امها.. في زهو قائلة:
أنت \”جاهلة\” لم تتعلمي لهذا فأنت راضية بكل الذي يفعله معك ابي.
تذهل الام.. ولكنها لا تستطيع ان ترد على ابنتها التي صفعت باب غرفتها وهي تصرخ في امها طالبة منها ان تبعث لها \”الخادمة\”.
هذا \”التحريض\” الذي يكاد يكون يومياً ينخر في وجداننا الذي كان يوما \”ما\” ناصعاً وجميلاً كيف التخلص منه أو على الاقل الحد منه بعد ان غدا كثيفاً وخطيراً؟
ان كثيرين من الابناء الذين يتابعون ما يجري على الشاشة يعتقدون بل اكاد اقول يؤمنون ان هذا السلوك المشاهد من الابن تجاه ابيه او من البنت مع امها هو الصحيح الذي يجب الأخذ به ولهذا يمارسونه على ارض الواقع.
هذا جانب وهناك جوانب متعددة اخذت في تشكيل \”سلوكيات\” كثير من الابناء ما كنا نعرفها او نتوقع حدوثها.
التفت حولك ستجد كل هذا او شيئاً منه لعل من أبسطها تدخين \”الشيشة\” أمام الأب والأم.
وأرجو الا تردد مع القائلين انه جيل تليفزيوني وتستسلم له دون ان تحاول المساهمة في علاجه.
التصنيف: