[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

و شتان ما بين العينين ! فالأولى اختزلت كل قبح قبل أن تقوم بتأجير ضميرها وتهب نفسها لأشخاصٍ يسكنون في الغالب بعيداً عنها فتعمل بكل جدٍ وتفانٍ منقطعي النظير لخدمتهم وتمرير ما يريدون من أيدولوجيات و أفكار ولو كان ثمن كل ذلك حفنة من الدولارات قد لا تكفي لشراء منزل أو سيارة وهنا تسكن الغرابة وكل الدهشة , فلا تستطيع أنت ولا أنا ولا أعتى أطباء علم النفس البشري أن نفهم تفاصيل ودهاليز ذلك الدافع الذي أخرج لنا أناساً ولدوا بيننا يشاركوننا أرضنا وطعامنا وصلاتنا ولا يتوانون للحظة عن طعننا من الخلف وقتلنا ! ورغم ذلك لا يمكن نفي أن الدافع أحياناً خلف هذا العمل القبيح يكون أكبر من المال نفسه بل ويصل إلى مستويات أعلى بكثير كأن تتجلى هذه العين بالتحديد في رئيس دولة ! وإن كان ثمة أمثلة بإمكانها أن توصل المعنى الصحيح للبسطاء من القراء فيكفي الإشارة لحرب أكتوبر 73 في الماضي وما حدث من إتهام صريح من قبل حكومتي مصر وسوريا لأحد الحكام العرب بالسفر لإسرائيل محذراً من أن هناك دولاً عربية تضمر لها شراً وأن عليها فعل شيء استباقي ! أما مثال أيامنا هذه فلقد التهمه رئيس المجلس الانتقالي السوري السيد برهان غليون,فهذا الغليون لا زال يعارض بكل قوة دعم الجيش السوري الحر بالأسلحة والعتاد في مواجهة آلة القتل الأسدية والتي ترتكب المجازر وتبطش بالمواطنين العُزل منذ أحد عشر شهراً وكأنه يستمتع بتسمين الضحية قبل قتلها كما قال وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل في مؤتمر تونس,أما العين الثانية فهي خليط من شهامة و شجاعة وكرم ونصرة للمظلوم ! هي لغة كتاب الله ولسان خاتم الأنبياء, هي أمة بأكملها تتشارك ذات الأحرف لتتواصل فيما بينها فتعيش بأمان وطمأنينة بمحصول أرضها من زرع ونفط وغاز وبسواعد أبنائها خلعت حكامها الطغاة لتضع لبنات مستقبلها بعيداً عنهم,فهل يعقل بعد كل ذلك أن يكون بيننا عميل عربي!

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *