السلطات الإيرانية والطائفية البغيضة
محمد حامد الجحدلي
سنوات التصحر الفكري والانغلاق الثقافي ، التي يمر به الشعب الإيراني منذ ولادة ثورته القيصرية ، لا زالت تحبو على قدميها بعد أن أصابها الوهن والكساح ، ومن الأمراض التي غالبا ما تصاحب التشوهات عند الولادة ، تعجز عنها كل وسائل العلاج لمعالجة هذه الظاهرة الصحية عفوا الفكرية ،
ومن الطبيعي أن تحدث هذه العلل عطفا على تغيير مسار هذه الثورة ، كما خُطط لها من قبل قياداتها السياسية ( الأبوة غير الشرعية ) ، للثورة المزعومة لتتبنى هذه الأفكار المسمومة ، والمهجنة بتطعيم الحقد والكراهية والنرجسية ، وهذا ما حدث فعلا دون أن يقرأ المخططون لها ما يسمى ( بقراءة الكف ) ،
تعبيرا عن الجهل ولغة التعالي وقصور الرؤية ، ليشعلوا فتنة العراق وما آل لها حالها ، وزراعة أحقادهم ضد دول الجوار ووعودهم الكاذبة بتصدير ثورتهم المباركة حسب زعمهم .
ليتهم استدركوا الأمر وامتلكوا أقل القليل من الشجاعة أمام الشعب قبل أن يفكروا في خارج الحدود ، في الوقت الذي كان الشعب الإيراني ، يعيش أزهى فترات عمره الحياتية والمعيشية إبان فترة حكم الشاه محمد رضا بهلوي ، الذي وافاه الأجل بالمنفى في ثمانينيات القرن الميلادي الماضي ،
وكون الشعب الإيراني يتمتع بتلك الرفاهية ، وهو ما كان يشهده القائمون على خدمتهم أثناء أداء فريضة الحج ، وما يميزهم عن غيرهم من الحجاج في المستوى المعيشي ، واستئجار أفخم الفنادق والعمائر السكنية ،
وألذ الأطعمة التي يتفننون في اختيارها ، عند اتفاقهم مع كبار المتعهدين من داخل المملكة ، كما يجلبون معهم أفخر أنواع السجاد السراجي المشهور عالميا ، بدلا من الأسلحة البيضاء والممنوعات التي وقف لها رجال الأمن والجمارك السعوديين بالمرصاد لمنعها ، واتخاذ الإجراءات الرسمية حيالها .
أتحدث هنا عن ما قبل ولادة تلك الثورة الإيرانية المشؤومة ، وتبعاتها وسلخ الفكر الثقافي الإيراني ، ليكون التحول كما هو واقع هذا الشعب المغلوب على أمره ، والذي يمتلك حضارة من أقدم الحضارات العالمية ، وفق أهواء تلك الزعامات البائسة ذات النزعة المذهبية الطائفية ، ليدفع هذا الشعب ثمن تضحياته أمام هذا الطوفان الغائر في جسد الأمة ، ومن المؤكد أن كل أساليب الظلم والطغيان مصيرها الفناء ، لكن هذا الجفاء من قبل هذه السلطات التي يزداد عداؤها يوما بعد أخر ، أدى لهذه العزلة العالمية وهي على مشارف عقدها الرابع ، دون أن يحملوا ثقافة الوعي السياسي والحكمة الدارجة ، من أجل بقاء الشعب الإيراني بكرامته التي يجب ان يستحقها.
التصنيف:
هذه ثورة مشؤومة أدخلت البؤس على الشعب الإيراني المغلوب على أمره من خلال ما جلبه عليهم أصحاب العمائم من خزعبلات باسم الدين. حج هذا العام خرج بصورة ممتازة. من أسباب ذلك النجاح غياب أصحاب المشروع الإفسادي فلله الحمد والمنة.
شكرا لك أيها الكاتب الكريم.