لا تستغربوا من العنوان..فأنا حقاً أريد أن أبعث إليكم السلام ليس في هذه اللحظة فقط بل وفي كل لحظة من لحظات حياتكم ؛ تماماً كما أنشده أنا أيضاً وبشدة معكم ومنكم ، السلام الذي لا أتصور أن أحداً من البشر ذي عقل راجح لا ينشده لنفسه وذويه وبلده ، فالبشر كل البشر على اختلاف ألوانهم وثقافاتهم وأعراقهم ومعتقداتهم لابد وأنهم ينشدون السلام ، وهل هناك أجمل من السلام ؟ إنه من القيم الإنسانية القليلة التي ندرك جميعاً أنه غاية في نفسه ووسيلة لذاته ، ومع ذلك لم تزل هذه القيمة عصية على التحقق رغم تجارب البشر مع نقائض السلام على مر التاريخ ترى ماذا ينقصنا ليغدو السلام واقعاً وحقيقياً في حياتنا وليس مجرد أنشودة جامدة لا تتجاوز عتبات أحلامنا؟ أو مجرد كتابات مملة تقيدها دفاترنا وأحبارنا ؟ لماذا هذا البون الشاسع بين ما ينشده الناس من السلام والهدوء والاطمئنان وبين ما يتجرعه الكثيرون من العنف والأذى والإرهاب ؟ تارة على أيدي جماعات متطرفة وتارة بأيدي دول مستبدة متوحشة ، لماذا نجد كثيراً ممن ينشدون السلام لأنفسهم لا يطلبونه بذات الوقت لغيرهم؟.
غير أن ما يقلق حقاً أن معظم الصراعات اليوم وحروب هذه الساعة تضطرم بلا هوادة داخل مجتمعاتنا التي يصدح معظم أفراده فيما بينهم بتحية ” السلام عليكم ” ، فلو سألت أحد تلك الأطراف المتقاتلة عن تحيتهم لقالوا تحيتنا ” السلام ” ، تماماً كما يدعي الطرف الآخر ، فأين ما يدعون عما يقومون به ويصنعونه بحق أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم ؟ معظم العراقيين تحيتهم السلام كمعظم الليبيين والسوريين واليمنيين وسائر المسلمين ، ومع ذلك لا تكاد تجد أثراً واحداً لتلك التحية الودودة فيما بينهم ! وكأنها ليست سوى عبارة جوفاء لم تعد بينها وبين مدلولاتها وأصالتها الإسلامية أي قشة من صلة ، أو لكأنها غدت دعاية للكراهية والبغض والموت أكثر من كونها أيقونة للحب والأمن والعيش في وئام ، السلام يا من تحيتهم السلام تذوق للخير والجمال ..تسامح يبغض الفظاظة والهمجية .. تحرر من الخرافة والارتياب وسوء الأدب .. قبول لطيبات الحياة وقيمها النبيلة ونبذ لخبثها وآلامها وقيمها القميئة .. ازدراء للنفعية البحتة والابتذال الممجوج ، السلام هو العذوبة الصافية والنور المتبادل بين أطياف المجتمع .. السلام هو الله الذي لا إله إلا هو ذو الجلال والإكرام ( خير مما قلنا وما سنقول ) ، إنه وصية رسولنا الأكرم لنا عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام من أجل أن يعم بيننا التوادد والمحبة والاحترام حيث قال ( افشوا السلام بينكم..) .

@ad_alshihri
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *