[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان بن محمد العُمري[/COLOR][/ALIGN]

أرقام مهولة ومخيفة تلك التي نسمعها بين الحين والآخر عن عدد المصابين بأمراض السكر في المملكة، فالإحصائيات الرسمية المؤكدة تفيد بأن عدد المصابين حوالي 25% من عدد سكان المملكة ويتوقع بأن تصل النسبة إلى 50%، وفقاً للدراسات المعدة، والنمو المتزايد لهذا المرض في أوساط مجتمعنا، كما بينت الدراسات أن كلفة علاج مرضى السكر بالمملكة تبلغ أكثر من 13 مليار دولار سنوياً، وأن المملكة مصنفة بين أكثر دول العالم التي ينتشر فيها المرض .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو كيف غابت عن أذهاننا الحملات التوعوية في المدارس ووسائل الإعلام، والميادين العامة، للتحذير من أخطار مرض السكر، وعواقبه، بل والتصدي له قبل وقوعه، خاصة وأن الوراثة أحد العوامل الرئيسة في الإصابة بمرض السكر، ولكن هناك أسباب عديدة لانتشار المرض مازلنا في غفلة عنها، وأبرزها \”السمنة\”، والأوزان الزائدة عن الحد الطبيعي، والسبب الآخر الذي لا يقل شأناً عن سابقه، التغذية غير المدروسة، لاسيما في موائدنا غير الصحية، وما تمتلئ به من دهون وسكريات ونشويات، وكلها عوامل مساعدة على ظهور مرض السكر، والإصابة به.
إننا نسمع بين الحين والآخر في مجالسنا من يمتنع عن شرب الشاي المحلى، ويطلبه خالياً من السكر، وهذه نقطة جيدة، ولكن هل هذا التحفظ وصل لبقية الأنواع الأخرى من المأكولات والمشروبات؟.
إن من الأسباب المعينة على تقليل أضرار مرض السكر، التزام الحمية الغذائية، ولكن ماذا لو جربنا الحمية الغذائية قبل أن نبتلى بهذا الداء، لماذا لا نجرب الحمية الغذائية، ويقدم المختصون برامج تثقيفية للأسرة، وللأمهات على وجه الخصوص، وكل من لهم شأن بإعداد الوجبات والأغذية، وتوضيح الأغذية المناسبة، والنسب المعتدلة من النشويات والسكريات، لماذا لا يتم إرشاد الناس عن التغذية المتوازنة، التي تمد الإنسان باحتياجاته الطبيعية، وفقاً للسن والعمر وطبيعة عمل الإنسان.إننا بحاجة إلى المزيد من الوعي والترشيد، لنقلل من الأخطار التي تنتج عن مرض السكر، وما يصاحب المصابين به من أوجاع وآلام، بل وفقدان العمر قبل متوسطه الطبيعي، لماذا ننفق المليارات على علاج السكر، ونحن بمقدورنا التقليل من ذلك بإذن الله عن طريق التوعية، والتثقيف الصحي.
إننا للأسف لا نسمع عن أخطار داء السكر وأضرار ه إلا حينما تأتي بعض المناسبات كيوم السكر العالمي مثلاً، في حين أن التوعية الصحية يجب أن تكون دائمة ومستمرة، ليس في داء السكر لوحده فقط، بل في سائر الأمور الصحية الضرورية، وأتمنى أن تدرس موضوعات عن الثقافة الصحية ضمن المناهج القائمة لطلاب المدارس .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *