[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR][/ALIGN]

رجال الأعمال وشخصيات المجتمع على وجه العموم نعرفهم من خلال ما يقولون وما يفعلون، وأقصد بذلك مدى إسهامهم وتفاعلهم مع الناس وفي كل الأحوال يكون العامل الإنساني هو الداعم لكل ذلك ومن ثم درجة المحبة لهذه الشخصيات، وإذا أردنا التحديد سنجد القطاع الطبي من أهم المجالات ذات الارتباط الشديد بحياة الناس لأنه يتعلق بالصحة وهي غالية عند الجميع متعكم الله بالعافية.
ومع أنني أعرف عن كثب شخصية الدكتور محمد عرفان الطبيب المعروف كأحد الشخصيات البارزة في مجتمعنا، إلا أنني عرفته أكثر من خلال مواقفه، وقد تعرضت مؤخرا لموقف ألجأني إليه وأكد لي مجددا أصالة هذا الرجل وأن مهنته ونشاطه العملي الواسع لا ينفصلا عن مكنونه الإنساني، فأثناء عارض صحي مرت به زوجتي وهي تعاني من متاعب صحية عدة شفاها الله، تم تحويلها من الخدمات الطبية بالخطوط السعودية لعلاج متخصص في أي مستشفى خاص، وبحثت وسألت فلم نجد سريرا للتنويم فما كان إلا أن هاتفت الحبيب الدكتور محمد عرفان وشكوت له الوضع الصحي لها وعدم توفر أسرّة، فما كان منه إلا أن تجاوب مبشرا بحل مشكلتي على وجه السرعة، وبالفعل خضعت للعلاج والحمد لله.
وهكذا من جديد غمرني بأريحيته المعهودة حيث لا يتأخر عن أي بادرة تراحم، وأعرف حرصه على التكافل مع الحالات التي قد تتعرض لمواقف صعبة أو مأزق قد يعز على شخصيات أخرى لكنه يجد صدى إنسانيا في قلب الدكتور محمد عرفان، ومن المصادفة أنني اطلعت في نفس ذلك الوقت على حوار أجرته معه إحدى المجلات العربية، وقد تحدث عن الكثير من الأمور، لكنني أركز على أمرين لما لهما من صلة بما أتناوله هنا، فأول ما لفت نظري هو الصورة الإنسانية التي بدأت بها حديثي عن هذه الشخصية العزيزة وهي تأكيده على أن لكل مواطن دور يجب أن يخلص فيه لخدمة مجتمعه وهو كما نعرفه لا يفعل ذلك من خلال نشاطه الطبي فقط وإنما بشخصه وخبراته ودوره كعضو في العديد من دوائر العمل الاجتماعي العام وقناعته الراسخة بأهمية التكافل التي نراها في استجابته الإنسانية مع إدراكه التام بما بلغته تكاليف القطاع الطبي من نفقات إن كان ذلك في الاستثمار في الخدمات الصحية أو تكلفة العلاج للمرضى.
والجانب الآخر الذي نقدره في الدكتور محمد عرفان هو وفائه لمن هم أهلا للوفاء، وفي هذا يقول (أدين بالفضل بعد الله لوالدي وأخي الأكبر ولزوجتي، وفي مجال دراستي لأساتذتي ابتداء من المدرسة الابتدائية وحتى الدكتوراه، وفي مجال العمل لشريكي الشيخ أحمد بكر باقدو رحمه الله، والدكتور مصطفى جلية مدير عام الطب العلاجي آنذاك، والدكتور هاشم عبد الغفار وكيل وزارة الصحة في ذلك الوقت، وهو الذي شجعني على فكرة المستشفى، أما في مجال الحياة فالوفاء لصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز والأمير عبد الله الفيصل رحمهما الله، والدكتور رشاد فرعون الذي علمني الكثير في الحياة، والشيخ وهيب بن زقر رحمه الله، وكل زملاء العمل على مدى ثلاثين عاما في المستشفى، وإلى المرضى فمنهم وبهم تعلمت الكثير وأثروا حياتي بالحب والتقدير أكثر مما أستحق حبهم على تحمل الكثير والكثير من صعاب الحياة) ومن هنا من هذه المشاعر ولمواقفه وكلماته وجدت نفسي مدفوعا بحب إلى هذه الكلمة في حق الدكتور محمد عرفان ولكل الأحبة الأوفياء الطيبين أمثاله وهي كلمة قليلة لا توفيهم حقهم، وندعو الله أن يزين مجتمعنا بالمحبة والترابط، فما أنبل هذه السمات في زماننا هذا الذي امتلأ بصخب الماديات حتى زاحمت قيما عزيزة علينا كانت تشد من أزر مجتمعنا دائما. جزاه الله خيرا ووفق كل من يحمل قلبا طيبا وإنسانية رحبة نقية أن يجزيهم خيرا.
* حكمة: عنه صلى الله عليه وسلم \” الراحمون يرحمهم الرحمن \”
للتواصل 6930973 02

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *