الربح بين البنوك والمستشفيات

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

شغلني هذا السؤال طويلاً.
هل من حق – مستشفى ما – ان يقذف بمريض إلى \”الرصيف\” مهما كانت أسباب المستشفى من الوجاهة؟
لا أظن ذلك مهما كانت اجابة المستشفى \”مبررة\” ولا أعتقد انها كذلك لأنها بكل المقاييس الإنسانية عمل مرفوض وغير إنساني. قد يقول مسؤولو المستشفى بأن هذا المريض يعاني من مرض ميؤس منه \”ايدز\” مثلا وان هذا المرض قد يشكل خطورة \”ما\” على الذين يختلطون به داخل المستشفى.. أو انه يحتاج إلى علاج طويل وهو غير قادر على دفع تكلفة العلاج وغير ذلك من الأسباب.. فإن كل ذلك لا يسوغ للمستشفى فعل ما فعل.. سواء كان هذا المستشفى في جدة أو ذلك الذي حذا حذوه في المدينة المنورة ذات يوم.
لأنه لو افترضنا ان هذا المريض عاجز تماماً عن دفع تكاليف العلاج \”مع ان كفيله كما قيل كان مستعداً لدفع كل التكاليف\” كان على المستشفى \”التفاهم\” مع الكفيل.. وان يعتذر له عن علاجه.. والبحث عن مكان آخر يحفظه كي لا ينتشر المرض من خلاله إذا ما قرر ان يمارس حياته بعيداً عن المراقبة.. فكان الأجدى والأصح هو الذهاب إلى مكان خاص.. وذلك عن طريق التنسيق مع الجهات الصحية المختصة.. لا القذف به على الرصيف.
أحد الذين قرأوا عن هذا المريض ومثيله في المدينة المنورة يومها قال لا أرى ما يزعج في هذا الأمر فمعظم هذه المستشفيات حريصة على ارباحها المهولة.. وليست على استعداد ان تتنازل ولو عن جزء بسيط منه.. ويقول: صاحبنا هذا لقد جمعتني إحدى المناسبات مع أحد أصحاب هذه المستشفيات وسمعت منه.. \”مرَّ الشكوى\” لأن مستشفاه لم يربح هذا العام.. حتى كدت اطلب له ان \”يُجمع له\” لكي لا ينهار المستشفى وهو صرح حضاري ومؤسسة علمية طبية يفاخر بها الوطن لولا أنه أدرك صاحب المستشفى يقول ان ارباحه هذا العام كانت أقل من ارباح العام الماضي بثلاثة في المائة أي ليس هناك خسارة بالمعنى الصحيح.. ولكن هناك انخفاض في الربح اعتبره خسارة.. بعض هذه المستشفيات تذكرني بالبنوك هكذا قال \”صديقي\”.. التي تشتكي من العجز المالي وهي تربح بالمليارات.