الرؤساء الأمريكيون وإســرائيل
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]
اشتغل إعلام العالم كله منذ بداية شهر نوفمبر بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وهي انتخابات تمر بمراحل عدة ، لايصل المرشح للرئاسة الى البيت الابيض إلا وقد بذل من الجهد مايرهقه أشد الارهاق، فهو في اختبار دائم أمام الناخبين الأمريكيين فترة طويلة تمتد عبر السنة، يستمعون اليه وهو يعرض خططه لإدارة اعظم دول العالم هيمنة في هذا العصر، وأكبرها اقتصاداً الذي يتشابك مع كل اقتصادات العالم، ولعلها أيضاً اعظم دول العالم مشكلات ، خاصة بعد تورطها في بؤر صراع في شتى أنحاء العالم ولم تستطع أن تتراجع، وما تعانيه من علاقات تهيمن عليها الكراهية المتبادلة، مع جماعات متعددة في شعوب العالم، خاصة في الدول الأقل حظاً في النمو الاقتصادي ، وهو أمر شوّه صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى شعوب كثيرة في هذا العالم، فهذه الانتخابات لا تؤثر على أمريكا وحدها، بل ولعل دولاً كثيرة في العالم تتطلع الى نوعية الادارة الامريكية القادمة ، ولكن الجميع يدركون أن هذه البلاد تحكم عبر هذه المؤسسات الدستورية والقانونية والحزبية أيضاً ، ومن يتصور أن رئيساً أمريكياً سيكون مختلف السياسة بالنسبة لمنطقتنا العربية، وعلاقة بلاده بإسرائيل علاقة تحالف إنما يسيطر عليه وهم لايرمي به الواقع ، والسياسة الأمريكية منذ عقود تجعل المواقف المؤيدة لإسرائيل مبادئ ثابتة لا تتغير ، وتغيير هذه المواقف لايتم إلاّ إذا كانت دولنا العربية تمتلك قدراً من القوة سياسياً واقتصاديًا وعبر التحام المصالح الأمريكية بمصالحنا الوطنية، فهذا وحده الذي يجبر الادارة الأمريكية على تغيير سياستها نحو منطقتنا ولو جزئيا، وهذا الوضع لن تصل اليه دولنا وهي الأقل تقدما، التي تعاني من تخلف في جوانب كثيرة من الحياة ، فالمواقف العربية مهما كانت حدتها لاتهتز لها أقل دول العالم حظاً من التقدم ، فما بالك بأعظمها تقدماً كأمريكا والدول الصناعية الكبرى، وهذا هو الواقع وان اغضب بعضاً منا ، فليس لنا من القوة ما
نخبر به العالم من حولنا على احترامنا، ونحن نحقق لدول العالم العظمى مصالحها دون أن يكون لذلك مقابل في تحقق مصالحنا الوطنية، ومن السطحية البالغة في تحليل شخصية مرشحي الرئاسة ، الذين سيصبح أحدهما رئيساً للولايات المتحدة عند نشر هذا المقال، أن يظن أحد أن أوباما لأن جذوره أفريقية مسلمة سيستطيع تغيير السياسة الامريكية لصالح قضايانا العربية أو الاسلامية ، أو أن مكين سيكون هو المؤيد وحده لاسرائيل، وإذا كان بيننا من يتمنى فوز أوباما فلعله يريد لأمريكا أن تتخلى عن عنصريتها ولو جزئيا، أما إن كان ينتظر أن يغير أوباما شيئا في السياسة الأمريكية لتصبح في صالحنا فهو يتوهم ، فلينتخب الشعب الأمريكي من شاء، ولنسع إلى أن يكون لنا دور مؤثر في السياسة العالمية عبر تطوير بلادنا لتصبح في مرتبة تنافس من خلالها دول العالم المتقدم فهل يتم ذلك هو ما نرجوه والله ولي التوفيق . .
ص . ب 35485 جدة – 21488 فاكس 6407043
[ALIGN=LEFT]alshareeF- a2005@ yahoo. com[/ALIGN]
التصنيف: