[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت بن طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** أمر مفزع ذلك الذي التقطته عيناي، وربما عيون الكثير من الناس معي عندما كنت قبل اسابيع أتابع كل الصحف اليومية ورأيت سيارات من الشرطة، وسيارات لهيئة الامر بالمعروف، بل وحتى سيارات قوة المهمات الخاصة، وهي ترابط أمام عدد من مدارسنا في اكثر من مدينة خلال اداء الطلاب والطالبات لاختبارات نهاية العام الدراسي وكل ذلك من اجل الحيلولة دون تفشي وباء المعاكسات من الطلاب والشباب عموما للبنات اللواتي يخرجن من بوابات المدراس عائدات الى بيوتهن!!
** أمر مخجل والله أن يحدث ذلك، وان يصل الأمر الى وجود قوات أمن تراقب هذه الحالة، وتحد من عواقبها، ولابد أن حوادث قد حدثت، ولم يكن الضمير كافياً، ولا التربية رادعاً، ولا القيم حابساً، حتى تم الاستعانة بقوات من الشرطة، ومن هيئة الأمر بامعروف.. فأين ذهبت مخرجات التعليم والتربية عندنا؟ واين ذهبت مخرجات المسجد ودروس طلبة العلم؟.. واين ذهبت مخرجات كوننا بلداً اسلامياً، له قيمه وشيمه واصوله واعرافه؟.. كلها ذهبت ادراج الرياح، فقد دخلت – هذا إذا دخلت – من الاذن اليمنى وخرجت من الأذن الشمال والنتيجة صفر كبير على الشمال!!
** وأستطيع أن اقول ان المذنب هنا ليس هو ذلك الشاب الطائش الذي جاء يفضفض، بل يتعدى على حرمات اخواته بنات المدرسة وحسب، بل ان معه شركاء واولهم برامج مدارسنا العقيمة وضعف برامج الارشاد الديني التي صارت تقدم في نمطية تقليدية مملة، وضعف دور الجامعات وحتى داخل الأسرة الواحدة لم يعد البيت قادراً على اداء دوره التربوي، وهؤلاء مجتمعون هم الذين خرّجوا لنا شاباً بهذه المواصفات، وبهذا المستوى من فهم الحياة، وفهم احترام نفسه، واحترام الآخرين هؤلاء الشباب لم يأتوا من المريخ بل هم انتاجنا وصناعة مجتمعنا.
** نحن كمجتمع وبشكل أو بآخر، ونتيجة لرؤيتنا القاصرة للحياة وتفاعلاتها، انتجنا شباباً بينهم من يشبه الذئاب، وفي المقابل صنعنا من عدد من بناتنا ما يشبه النعاج فما الذي تنتظر من ذئب في الساحة، يرصد نعجة أمامه؟!! ولو فكرنا بوعي مختلف وتعاملنا بأسلوب حياة متقدم، لجعلنا كل من الشاب والبنت، وكل من الرجل والمرأة عموماً الكل يحترم الآخر، ولا يمكن ان يتجاوز حدوده، بل ولا يمكن أن يصل الى الخط الأحمر.. وهو التعدي على الآخر، واقتحام حياة الطرف المقابل عنوة وجهاراً ونهاراً بدون رادع حضاري أو وازع ديني، أو عرف اجتماعي.
** الطرف المتعدي في هذه المسألة هو الشاب الولد، فهل درسنا احوال هؤلاء الاولاد، دراسة علمية دقيقة، وعرفنا لماذا فعل ذلك، وماذا يريد، وما هي أسبابه، وكيف يمكن نملأ جوانحه بالبدائل التي يحبها هو، لا التي تفرض عليه فرضا، فيقبلها الضعيف منهم على مضض وبدون قناعة ويرفضها مباشرة الشجاع منهم، ام إننا اكتفينا فقط بالعقاب، والتهديد بالوعيد والثبور وعظائم الامور لمن يفعل التجاوزات؟
** أظن أن الجهات المعنية بهذه الدراسات العلمية لم تفعل ذلك أمام حالات المعاسكات للشباب امام مدارس البنات، وأمام تفحيط الشباب بالسيارات، وغيرها من الظواهر الشبابية وبذلك صرنا نكتفي بالعقاب او بالرقابة فقط، وهذا ليس حلاً للقضية ولذلك قلت آنفاً في الدراسات والابحاث، وايجاد البدائل التي شارك الشباب بأنفسهم في صياغتها، لانك إذا اشركت الشاب معك في البرنامج، جعلته مسؤولاً أولاً عن نجاحه، ثم عرفت ما الذي يريده وما الذي يطفيء ثورة المراهقة في أعماقه.. حاولوا بارك الله فيكم عمل مشروع كبير كهذا حتى لا تتكر الفاجعة العام القادم.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *