الخريجات التربويات آلام وآمال

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

بين يدي قضية تعبر عن آلام وآمال مئات الخريجات التربويات ممن استبد بهن الملل في انتظار قرار تعيين
أو عقدٍ مؤقت بإحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم في ظل اجحاف واستغلال المدارس الأهلية لجهودهن
و قدراتهن فصاحبة هذه القضية التحقت بعد تخرجها وانتظارها ثماني سنواتٍ بدورات مكثفة في صعوبة التعلم تعادل درجة الماجستير و أجادت في ذلك حتى أصبحت محاضرة متطوعة (بجامعتي الملك عبدالعزيز وجامعة أم القرى) و أخيراً التحقت بعمل بإحدى المدارس الأهلية وبراتبٍ يكاد لا يفي بقيمة المواصلات من وإلى مقر عملها كحلٍ مؤقت لحين صدور قرار تعيينها من قبل الخدمة المدنية الذي تقدم فيه مع آلاف الخريجات كل عام بحثاً عن وظيفة رسمية بوزارة التربية و التعليم كما كانت تنتظر دورها في قسم العقود المؤقتة بإدارة تعليم محافظة جدة وأخيراً جاء دورها بعد انتظار طويل وهي لا تنكر فرحها به رغم كونه مؤقتاً و رغم أنها بعد انتهاء العقد قد لاتجد أي فرصة عمل بإحدى المدارس الأهلية مرة أخرى ولكنها أيضاً صدمت بعقبة أخرى كأداء و هي اشتراط الوزارة للمتعاقدة بعدم تعاقدها مسبقاً مع مدرسة أهلية وهو مالم ينطبق عليها.
قد شرح لي أحد موظفي الإدارة وجهة نظر الوزارة بعدم التعاقد معاهن كونهن يعملن وغيرهن عاطلات فالعاطلات الأحق بالتعاقد و مع تقديري لوجهة نظره فإني أخالفه الرأي في ذلك فقد تكون العاملة بالمدارس الأهلية هي الأحق والأجدر بالتعاقد المؤقت مع الوزارة كونها اكتسبت خبرة تربوية ميدانية تجعلها جديرة بالعمل ولماذا لا تكون هناك مفاضلة عند التعاقد فالأكثر خبرة والأكثر تدريباً والأكثر دوراتٍ و تقديراً عاماً لها الأفضلية والأسبقية بهذا العقد .
وفي هذا السياق فإنني أتمنى من وزارة التربية ووزارة العمل بإعادة النظر في رواتب المدارس الخاصة واستغلال بناتنا الخريجات تحت ضغط الحاجة و ملل الفراغ فهل يعقل أن تكون رواتب الفراشات وعاملات المقاصف المدرسية أكثر من رواتب المعلمات التي تقوم على جهودهن هذه المدارس وسمعتها ونجاحها وهل نتوقع مخرجات جيدة على يد مدرسة مطحونة تقبض شهرياً 1200 ريال ولمدة ستة أشهر بعد استثناء الإجازات والعطل الرسمية التي تحسم فيها رواتبهن ثم تأتي وزارة التربية تحرمهن من التعاقد المؤقت والذي يدر عليهن دخلاً في خلال أشهر العقد القليلة قد يوازي رواتبهن في المدارس الأهلية لعدة سنوات.
إنني أضع آلام وآمال هؤلاء الخريجات بين يدي المسؤولين بوزارة التربية وعلى رأسهم سمو وزير التربية والتعليم ومعالي نائبه لشؤون تعليم البنات وكلنا أمل في أن يضعوا الحلول المناسبة باستيعاب هؤلاء الخريجات في وزارتهم الموقرة بوظائف تعليمية دائمة أو مؤقته فهم قد شرفهم الله و وضع على كاهنهم مسؤولية العمل في وزارة عُهد إليهم فيها بخدمة أشرف مهنة ويتوقف عليها مصير تنمية وتقدم هذا الوطن المقدس في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفيين حفظه الله. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والله من وراء القصد.
وقفة
قال الشاعر: (إن المعلم والطبيب كليهما … لايخلصان إن لم يكرما)

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *