الحياة الزوجية والصراع الاجتماعي

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

الأسرة مؤسسة اجتماعية قديمة ، بل تعتبر من أقدم المؤسسات عبر التاريخ ، فهي عبارة عن توافق ما بين امرأة ورجل ، ومن خلال هذا التوافق يلتزم لكل منهما بما له وما عليه من حقوق وواجبات ومسؤوليات …الخ.
فهو نضام اجتماعي جميل بشكله الخارجي ، أو كفكرة أو نظرية نراها من انجح المؤسسات ، أو نقول شركات ، لان كما أسلفنا عبارة عن توافق . ولكن خارج أذهاننا عكس ذلك تماماً ، لو بحثنا جيداً وأخذنا النظرية من جميع الزوايا أي التوافق في السلوك والأخلاق والطباع وكذلك عامل الحب ما مدى قوته وضعفه في المستقبل ، ناهيك عن التوافق الفكري وما مدى جاذبية الأفكار ، وَتَحمِّل المسؤوليات اتجاه الأبناء في تعليمهم وتربيتهم . حيث لو واحد من الأبناء أنحرف عن سلوكه ، تقع المسؤولية على الأبوين ، وهذه تعتبر نقطة سوداء في حياتهم الزوجية.
حيث جميع معضلات البشر تنشئتها من الأسرة وهذه المعضلات واضحة ولا تحتاج لبحث أو فلسفة، خاصاً في زماننا هذا . وهي الصراع الطبقي لسعي الأبوين اعتلاء طبقة اجتماعية مرموقة قد تكون من أجل الوجاهة أو الترف والتنعم .
هذا الصراع أو الكدح لدى الكثير ينتج في حياتهم الزوجية العميقة خلل اجتماعي ، حيث يضعف التركيز في حل أبسط الأمور ، قد يلتجئون الزوجين لفك الشراكة ومن هنا تبدأ الفجوة من انحراف الأبناء.
هناك عامل يعزز تلك المملكة الصغيرة ، أعرف ستقولون ( الحب ) وأقول لكم لا بل ( الصبر ) على حل المشاكل في اتخاذ الحكمة المناسبة ، حيث إذا كان هناك حب قد يتلاشى في عام أو عامين ، أي نعم قد يعيش الحب ، لكن لا تخلوا الحياة من مشاكل ، حيث لو بحثنا من الجانب الديني لوجدنا في الآية الكريمة لقوله تعالى (ولنبلونكم بالشر و الخير فتنة ) فحياة الإنسان مليئة بالخير والشر والأخير ينتج من صراع الطبقات ، وصعب أن نحشر المجتمع في طبقة واحدة ، أي توزيع الثروات عل مستوى واحد أو لكلٍ حسب حاجته ، فالإنسان في طبعه أناني والشرور تنبع من أنانيته ، والأخيرة سبب اندفاعه وراء عاطفته الهوجاء ، مما ينتج التعدي على العقل والدخول في متاهات وفوضى عارمة.
منذ العصور القديمة قبل تكوين الطبقات الاجتماعية كانت الحياة الزوجية ناجحة ، وعندما أنقسم المجتمع بين متعالي ومتداني ، بدأت الأخلاق في الانكماش والدخول في صراعات وخرافات في تعدد الآلة برعاية فئة نافذة . وهذا لب الصراع ، التي جاءت الأديان للحد من تقليصه ، ولا جدوى من ذلك فالخرافات لا زالت متحكمة بالعقل البشري ، بل توظيف الخرافة بالدين من أساطير وغيرها . فالصراع حاضر في كل مكان وزمان . ومن هنا نسأل هل ستبحر السفينة الزوجية في ظل الأمواج والأعاصير العاتية اليوم ؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *