الحسد والغيرة خصال حقيرة

• د. منصور الحسيني

د. منصور الحسيني

دائماً ما يُذكر الحسد والغيرة بين مجتمعات النساء، لذلك قد نستحي أن نتحدث فيها كرجال شرقيين في حين أنها من الصفات الذميمة في البشرية التي لا تفرق بين رجل و إمرأة، بل أجده أصبح بين الرجال مؤثراً أكثر من تأثيره بين السيدات وبالذات في مجتمعنا الذي يتعاطى فيه الرجال مع بعضهم البعض أكثر من النساء بحكم أن أغلبهن لا يعملن لأنهن…… هذا الموضوع يحتاج للتعليق عليه 97 مقالا لذلك سوف أكتفي بالقول أننا معشر الرجال نتلاقى أكثر في حياة العمل التي يمثلها وقت المعاش لأن الليل يجمعنا نحن والنساء في المنازل كوقت سبات.
ما يحدث بين الرجال من حسد وغيره يكاد يتجاوز كل ما وصلت إليه النساء في هذا الداء بل يستطع الرجال أن يُجسدوا بعض الأمثلة التي تشهق منها النساء لسوء ما يمارسه بعض الرجال ضد بعضهم بسبب هذه الخصلتين الدنيئتين أو إحداهما. عندما تغار أو تحسد الأنثى غالباً مايكون ذلك في ملبس، مقتنيات أو أمور معيشية، وكل هذه ممارسات منبوذة وتدل على ضعف الإيمان، لكن تظل أبعادها و أثارها عند النساء قد لا تتعدى بعض الشخصيات كحالات فردية، لكن الوضع عند الرجال يختلف كلياً بحيث يتخطى الضرر المئات بل يصل إلى المجتمعات.
من يتصف بهذه الصفتين القبيحة إضافة إلى ضعف ايمانه غالباً ماتجده شخص فاشل وإن خدمه الحظ والفساد الإداري ليصبح في مركز مرموق، لذلك تجده يحارب كل من هم أفضل منه في ما قد يكون هو تخصصه أو حتى من يجيد التحدث بلباقة في موضوع يدعي معرفته، وينقم على من يُظهر مؤهلات قد يعتبرها مهدده لمستقبله لأنه دائم الشعور بالنقص. أغلب من يكون في الجانب الثاني هم فئة مجتهدة بحثت عن المعلومة وتسلحت بها فنعكس ذلك على فكرها وثقافتها التي أثرت على مخرجاتهم فظهر عليهم التفوق الذي يسبب لهم من الناقصين العداوة والبغضاء.
لذلك تجد هذا المحسود منبوذا تحت أسباب وهمية مفتعلة دون الإعتبار لما قد يستطيع تقديمه لجهة عمله أو مجتمعه، بل كلما تيقن الحسود من مقدرة المحسود في البروز المعرفي كلما زاد شراسة في محاربته حتى لو تسبب ذلك في حرمان الوطن من مقدرات مواطنين يعشقون الإنجاز. أعتقد أن الوطن يفقد كثير من أبنائه النوابغ بسبب بعض هؤلاء الناقصين الذين يعتبر فعلهم من أخطر أنواع الفساد الذي يؤثر على مستقبل البلاد ويحتاج إلى مباحث إدارية متخصصة ومتمرسة لتتعرف على سلوكيات منتهجيه والتبليغ عنهم ليكون عقابهم الإبعاد حتى لا ينتشر هذا النوع من الفساد المدمر لمصالح العباد.
يقول تعالى: \”وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ\”(11: البقرة).
أرجوكم لا تختصروا الفساد في سرقة الأموال فقط لكي لا نغفل عن فساد الأحوال.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *