[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبير محمد العريدان [/COLOR][/ALIGN]

ظلت الصورة النمطية للحب في العقلية الاجتماعية والعشائرية تتمحور وتتلخص في تجريم الحب ولعنه,حتى لوكان بريئاً طاهراً,ويضع المحبين في خانة الفسق والكفار وفي ثقافة تنتهج النفاق والازدواجية .
هذه الصورة جاءت نتيجة لثقافة تراكمية تاريخية ,نشرت العلاقة ماورائية بين الجنسين بعيداً عن الرقيب والحسيب;
لينجرف الحب عن جوهره ومعانيه السامية لينحدر به إلى المستنقعات ومهاوي الرذيلة!
فهم لايعرفون في الحب شيئاً أو مايسمى حب,بمجرد حصوله على الحنان من الجنس الآخر الذي لم يعرفه من قبل فحسبوا أنهم غرقوا في الحب!
الحب لغة إنسانية لايتقنه شخص بمفرده بل يصعب عليه تحقيق ذلك وإتقانه ويتطلب وجود شخصين وليس أي شخصين؟
في ظل مجتمع تفقد فيه الفتاة هويتها والثقة بالنفس ونقص العاطفة من الأب والأم وثقافة الانغلاق والعزلة والتحريم , وتحجيم دور المرأة في الحياة الاجتماعية والعملية,والتضييق على الشباب وطردهم إلى الأماكن المحدودة في البر والبحر,من المشاكل التي تؤدي إلى الانحراف الأخلاقي للشباب والفتيات.
مشكلة الزواج التقليدي هي امتداد للمشاكل الاجتماعية الكثيرة التي يعاني منها مجتمعنا بسبب أسلوب الحياة الذي نعيشه بسبب ثقافة العيب والعادات والتقاليد و الآراء الدينية التي زعموها. غلاء المهور ماهو ايضا الا امتداد لثقافة الانفلاق والتحجيم التي يمارسها المجتمع..
الفصل العنصري الشديد والغاء شخصية المرأة من الحياة تماما سبب مانراه من الشكوى من طلبات الاهل والا لو كان هنالك تفاهم بين الطرفين صدقوني لو يدفع كل حلاله ما اشتكى من الغلاء لانه متزوج عن قناعة.
إذاً نقول ان غلاء المهور والزواج التقليدي ماهو الا نتاج ثقافة عقيمه بنيت بطريقة خاطئة مثل مابني الكثير من بنيتنا التحتية..
مما ادى الى كوارث اجتماعية اشد فتكا وضرر اًمن سيول جدة .
من هذه الأسباب تنشأ العلاقات السرية والثقافة المسكوت عنها,التي تذهب بعيداً عن اختراق كل محذور ومحرم.
كثيراً من الآباء والأمهات لا يحتوون أبناءهم عاطفياً اعتقادا منهم أن توفير المال والرفاهية من أهم سبل التربية,وبهذه الاعتقادات الخاطئة يضعون في آذانهم وقراً عن مشاكل أبنائهم.مما يستوجب للعصفورة البريئة تكوين علاقات على شبكة الإنترنت وغيرها لتجد فارس أحلامها.
عندما نبني ثقافة جديدة بطريقة علمية تناسب الشباب والفتيات لتحقيق الثقة بالنفس وتعزيز الحرية والاستقلالية الفردية,في ظل الحفاظ على أخلاقياتنا الدينية وتوفير بيئة نظيفة يتعرف فيها كل الجنسين على بعضهما أمام أعين الأهل,بذلك نحترم الحب ونجعل له النصيب الأوفر في حياتنا» بالحب تسمو معاني الحياة» لنواجه واقعنا قبل أن نقع في ما لا تحمد عقباه!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *