الجمعيات الخيرية

محمد حامد الجحدلي

لايمكننا إنكار الجهود الإنسانية التي تقوم بها هذه الجمعيات خصوصا التي تأسست منذ فترات مبكرة وقدَّمت خدماتها للفئات المستهدفة ولها مواردها وأوقافها التي تُغطي احتياجاتها السنوية إضافة للمساعدات التي تصلها بصفة مستمرة من رجال أعمال اعتادوا أن يتعايشوا مع ظروف الناس وجنَّدوا أنفسهم لمثل هذه الأمور الخالصة لوجه الله بعيدا عن الأضواء والأحاديث الذاتية والتصريحات الفضفاضة وللحقيقة فهناك بيوت معينة في مناطق ومدن المملكة أراد الله لها أن تتلذَّذ مستمتعة بهذه الأعمال الخالدة وتقوم بها ضمن منظومة لها صفتها الاعتبارية وفق الأنظمة واللوائح التي تتماشى مع التوجهات الرسمية من قبل الدولة وبإشراف مباشر من إمارات المناطق والمحافظات وتخضع لمراجعات مالية سنوية. وأضيف أن هذه الجمعيات تعمل تحت مظلة رؤساء مجالس إداراتها وأعضائها كفريق عمل تطوعي لهم من المكانة الاجتماعية والنزاهة والخبرات الطويلة في أعمال البر وليس المجال يسمح بذكر الأسماء والحديث عن الانجازات التي حققتها خلال سنوات عطائها وتفاعلها مع مجموعة من الأهداف النبيلة والأسر التي ترعاها رغبة في الابتعاد عن الدعاية والنفاق الاجتماعي المبالغ فيه وهو ما يتعارض مع فكر وتوجه القائمين عليها لكسب المزيد من الأجر والثواب.
أما الصورة المقابلة والتي بصدد الحديث عنها فهي الجمعيات الخيرية التي تأسست حديثا وازدادت في الآونة الأخيرة وكثرة إعلاناتها ورسائلها البريدية وعبر رسائل الجوال والمواقع الالكترونية وتواجد مندوبيها ميدانيا أمام بوابات المساجد ومكاتب رجال الأعمال في صورة أقل مايُقال عنها أنها أقرب للأسلوب الاستجدائي وهو ما لا يتفق مع أهدافها التي وجدت من أجلها لذا يتطلب قبل حصولها على التصاريح اللازمة من الجهات المختصة التي تؤهلها للقيام بأنشطتها المعتادة لابد من إعلان ميزانيتها ومواردها المالية وبرامجها السنوية والأسر التي تقوم برعايتها منعا للازدواجية وحتى لا تكون عاجزة لضعف مواردها عن القيام بما التزمت أو تنوي القيام به ضمن مخططها التطوعي ومن المؤكد أن هذه الجمعيات تفتقد لمراكز معلومات تؤهلها لأدوارها التعاونية.
كما ينبغي على كل من يرغب تقديم مساعداته لرجال الأعمال والراغبين في الأعمال الخيرية أن يبتعدوا عن الانتقائية والاجتهادات العشوائية والتأكد من الوصول للأسر ذات الاحتياج الفعلي لهذه المساعدات خصوصا في هذه الأيام المباركة فيمكنهم الاستعانة بالقائمين على الجمعيات الخيرية المعتمدة بالمدن والقرى بعيدا عن خلق حزازيات بين سكان الأحياء ولقطع الطريق أمام المتطفلين والأوصياء.