الثقافة .. وتحديات المستقبل
تشهد الرياض عرساً ثقافياً خلال فترة إقامة معرض الكتاب الدولي حيث شكل قفزة كبرى لمسيرة التنمية الثقافية في بلادنا.. وعزز المشهد الثقافي حجم الاهتمام الرسمي بصناعة الكلمة ودعم أبناء وبنات هذا الوطن الذين يمارسون دوراً متميزاً . كان وما زال في بعض الدول في آخر الاهتمامات ..
بل يتغلب عليه شيء من التوجس والضبابية عند البعض الآخر .. وهو ما يضع المثقف عند تلك المجتمعات في خانة تدور حولها كلمات وأسئلة «بوليسية» تصل إلى حد إلصاق التهم والمصادرة احياناً.. في حين يتم توظيف نصوص ومفردات ذات بعد ثقافي متميز في الإبداع إلى مزايدة مرفوضة على انتماء المثقف وهويته الدينية والوطنية.
هكذا برزت المقارنة في معرض الرياض الدولي الذي توّجه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي بخطاب أمام ضيوف المنتدى والذي يعد وثيقة هامة للمرحلة القادمة .. حيث حدد معاليه استراتيجية أكثر طموحاً للنشاط الثقافي في المملكة .. وأكثر دعماً للمثقفين والمثقفات واحتضان إنتاجهم الأدبي في جو من الممارسة الحقيقية.
وإزالة كل المعوقات التي يمكن أن تقف دون انجاز أي مشروع ثقافي سواء كان ذلك على مستوى إجازة النص .. أو طباعة الكتاب بما يتفق مع المبادئ .
إضافة إلى ما سمعناه من معالي الوزير عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين ومدى الارتباط برؤية المملكة2030 في هذا الجانب الحيوي الهام .
وهنا يمكن القول : إن مستقبل الثقافة في المملكة قد حددته المرحلة الحالية من خلال المنظومة الجديدة للقدرات البشرية التي سوف تكون أكثر تفاعلاً مع المشروع الطموح الذي تحدث عنه الوزير الشاب.
على أن نجاح المشهد القادم للثقافة في المملكة سيكون مسؤولية يتحملها المثقفون الذين أعطتهم الدولة هذه الثقة إيماناً منها بأن المجتمع السعودي قد وصل إلى مرحلة من النضوج. وبالتالي فهو جدير بالممارسة من منطلقات الثوابت والمبادئ التي تبني ولا تهدم.
التصنيف: