التنمية والأعمال التطوعية
تظل الأعمال التطوعية هي الأبقى والصورة المثلى للمجتمع الإنساني في تقديم أرقى الأساليب الحضارية عندما تكون النموذج الأمثل لتحديد أوجه الأنشطة الخدمية لكل الشرائح المعنية في تقديم الرعاية التي تليق بهؤلاء, وترتقي لمستوى الحياة المعيشية للمجتمع المتماثل ماديا وثقافيا بحيث تذوب الفروقات فيما بينهم ويستشعروا جميعا أهمية التكافل الاجتماعي في أوجه الخير المتعددة .
وكان لمنتدى التنمية الاجتماعية الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة كتجربة ,تعد هي الأفضل على مستوى العمل التطوعي بصبغته الإنسانية التي ترسم أبعادا تاريخية لرجالات هذا الوطن وأياديهم البيضاء وهو ما كان متبعا في حياتهم وبعيدا عن الرياء والسمعة ,لحرصهم أن تنال هذه الأعمال مرضاة الله وأن تصل المستفيدين منها دون ضجيج إعلامي, فهكذا كان فقيد الوطن وأمير هذه المنطقة الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله حيث أعماله الخالدة يتم الإعداد لها في صمت .
وإن وصل البعض منها لوسائل الإعلام باجتهادات شخصية من رجال الصحافة والإعلام الذين يفخرون بتلك الإنجازات ويعرفون بصدق دلائلها ومعانيها السامية والتي لم تكن بالهدف الذي يسعى إليه القائمون على هذه الينابيع الذي تتدفق عطاء خيرا ,ولكن امتثالا لرغبة سموه ولحرصه رحمه الله بشخصيته الهادئة ومواقفه الحكيمة التي ليس بحاجة لمثل هذه السطور كإشادة بما قدمه من أعمال جليلة وإنما أتناولها هنا كشيء من التوثيق .
للاقتداء بمثل هذه النماذج الإنسانية باكتسابها هذه الخاصية وللحقيقة فقد كنت استمع إلى هذه الأعمال على ألسنة بعض المسؤولين الذي التصقوا بالعمل إلي جانب سموه واقتدوا بمنهجه الإداري والإنساني فكانت أحاديثهم بلسما وعونا لمن تصل إليهم نفحات الخير من أياديه البيضاء رحمه الله لتمتد لمئات الكيلومترات شمالا وجنوبا وشرقا لمساحة منطقة مكة المكرمة التي شرفت بإدارته لها ورعايته للمرضي وكبار السن وذوي الحاجة .
وما أكثر هؤلاء الذين وجدوا في سموه اليد الحانية لتنتشلمهم من عوز الحال وذل السؤال ,ولكنهم وجدوا في سموه العون والنصير ,وهي الحقيقة التي ترفض الرياء ,ليأتي من يكمل مسيرة هذه الأعمال الإنسانية ويرعاها فكرة وتنفيذا ,فصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز الابن البار لصاحب هذه الغرس اليانع التي تحمل اسم والد الجميع ” جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية ”
حيث يقول سموه : ( يأتي هذا المنتدى كإرساء لمفهوم التنمية المستدامة وتحقيقه كواقع ممكن عبر الدراية بالظروف المحيطة والعمل على تطوير المهارات الذاتية لأفراد المجتمع ومن ثم الارتقاء بثقافة العمل الرعوي إلي مفهوم الاستدامة ) ومن هذا المنطلق عُقد منتدى التنمية الاجتماعية لتنظيم ومنهجية العمل التنموي إضافة إلي وضع مقاييس احترافية ونتائج ملموسة لمسار العمل الاجتماعي.
التصنيف: